للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من خلفها لأنها تطل من جوانبها .. أربعة من الجانب الأيمن ومثلها من الجانب الأيسر .. عندها "قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يدخلن هؤلاء عليكن" (١) .. فهذا الشخص يبدو أنه خبير بالطائف أو من أهلها وبدلًا من أن يكشف للمسلمين نقاط ضعف فيها تؤدي إلى فتحها .. أشغل نفسه بكشف العورات وإثارة غرائز المجاهدين .. ويبدو أنه يجهل أحكام الجهاد الصارمة وحرمة أعراض الأعداء حتى في حالة السبي وأن هناك أحكامًا للنصر يرجع فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .. فليس هناك إباحية أو همجية أو اغتصاب في غمرة الانتشاء بالنصر .. هناك انضباط وخوف من الله .. فالمسلم لم يخرج طلبًا للنساء ولا للمال والشهرة بل خرج طلبًا للموت في سبيل الله أن تكون كلمة الله هي العليا .. أما من يتهور في انتهاك الحرمات بدعوى أن أولئك النساء كافرات فهو يرتكب حماقة وجريمة خلقية تستحق اللعن .. ولما حاول أحد المسلمين فعل ذلك مع امرأة حامل غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - غضبًا كاد الرجل أن يحترق به وذلك لما "أتى بامرأة مجح على باب فسطاط فقال: لعله يريد أن يلم بها فقالوا: نعم .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد هممت أن ألعنه لعنًا يدخل معه قبره .. كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له" (٢)

لم يفلح ذلك الشخص بنصيحته بل خسر ثقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .. وخسر توقعاته بفتح الطائف فقد طالت مدة الحصار ولم تفلح جهود المسلمين في اقتحامها .. لذلك قرر - صلى الله عليه وسلم - العودة إلى الجعرانة حيث تقبع الغنائم والسبي لكن بعض الصحابة تضايق من العودة دون دخول الطائف في الإِسلام مما جعلهم يعترضون على العودة ويصرون على القيام بـ


(١) صحيح البخاري ٤ - ١٥٧٢.
(٢) صحيح مسلم ٢ - ١٠٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>