للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسبة الرجال نظرًا لصفة الجحود التي تتميز بها هذه النسبة من النساء تجاه أفضال الغير عليها .. حتى أن هذه النوعية من النساء وفي لحظة عتاب أو غضب يسيرة تنسف كل أفضال الآخرين خاصة الزوج دون مبرر بل دون أن يكون هناك داع لذكر تلك الأفضال والتطرق لها .. وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحذر من هذه الصفة التي تقترب من صفة المنافق الذي إذا خاصم فجر .. في هذه الأثناء كانت أسماء ذات النطاقين في طريقها نحو بيت أختها عائشة .. تقول رضي الله عنها: "أتيت عائشة رضي الله عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خسفت الشمس .. فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت: سبحان الله .. فقلت: آية؟ فأشارت: أي نعم. فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء .. فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمد الله وأثني عليه ثم قال: ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار .. ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبًا من فتنة الدجال يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا .. فيقال له: نم صالحًا فقد علمنا إن كنت لموقنا .. وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته" (١) وتقول أسماء: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الكسوف فقال: دنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم؟ فإذا امرأة تخدشها هرة قال: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعًا" (٢) وكأن صلاة الكسوف هذه توقظ مشاعر المؤمنين على هذا


(١) صحيح البخاري ١ - ٣٥٨.
(٢) صحيح البخاري ٢ - ٨٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>