للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرجنا من عنده، وكان أبقى الرجلين فينا (١) عبد الله بن أبي ربيعة، فقال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدًا بما أستأصل به خضراءهم (٢) إنهم يزعمون إن إلهه الذي يعبد عيسى بن مريم: عبد. فقال له عبد الله بن أبي ربيعة:

لا تفعل، فإنهم وإن كانوا خالفونا فإن لهم رحمًا، ولهم حقًا. فقال عمرو بن العاص: والله لأفعلن. فلما كان من الغد دخل عليه فقال:

أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم رسولًا فاسألهم عنه، فبعث إليهم- ولم ينزل بنا مثلها، فقال بعضنا لبعض:

ماذا تقولون له في عيسى إن هو سالكم عنه؟ فقال:

نقول والله الذي قال الله تعالى فيه، والذي أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقول فيه، فدخلوا عليه، وعنده بطارقته، فقال:

ماذا تقول في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر:

نقول عبد الله ورسوله، وكلمته (٣)، وروحه (٤)، ألقاها إلى مريم العذراء البتول (٥)

فدلى النجاشي يده إلى الأرض، وأخذ عويدًا بين إصبعيه، فقال:

ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العويد (٦).


(١) أي أشفق وأرحم.
(٢) أصلهم.
(٣) كلمة الله: أي قول الله كن فيكون، كما قال لآدم كن فكان بلا أب ولا أم.
(٤) روح الله، مثل قولك للكعبة إنها: بيت الله.
(٥) العذراء المنقطعة عن الزواج.
(٦) تصغير كلمة عود. أي أن عيسى هو كما وصفه القرآن الكريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>