جسده لم يساعده فقد أقعده الألم وأمسى يعاني من الإغماء تلو الإغماء .. بينما كان الشوق يفتك بالصحابة ينتظرون خروجه بلهفة وحزن عظيمين .. لكنه لم يخرج ولم يستطع النهوض من مكانه .. كانت عائشة رضي الله عنها تعاني معه وتحكي معاناته عليه الصلاة والسلام فتقول:"ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا .. هم ينتظرونك. قال: ضعوا لي ماء في المخضب .. ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه .. ثم أفاق فقال - صلى الله عليه وسلم -: أصلى الناس؟ قلنا: لا .. هم ينتظرونك يا رسول الله .. قال: ضعوا لي ماء في المخضب .. فقعد فاغتسل .. ثم ذهب لينوء فأغمي عليه .. ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا .. هم ينتظرونك يا رسول الله .. فقال: ضعوا لي ماء في المخضب .. فقعد فاغتسل .. ثم ذهب لينوء .. فأغمي عليه .. ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا .. هم ينتظرونك يا رسول الله .. والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي عليه الصلاة والسلام لصلاة العشاء الآخرة.
فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس" (١) وعندما سمعت عائشة اسم أبيها على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يجعله أحق الصحابة بالصلاة وإمامة المؤمنين خشيت على أبيها من التشاؤم الذي لا مبرر له إلا في حزن عائشة المشفقة على أبيها الحزينة على زوجها فقالت للنبي عليه السلام: "إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء [إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس] فقال: مروه فيصلي فعاودته قال: مروه فيصلي إنكن صواحب يوسف [فقلت لحفصة قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فَمُرْ عمر فليصل للناس ..