للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على يده قبل أن أضرب على يده] (١) فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته .. وبايعه المهاجرون .. ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة .. فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة .. فقلت: قتل الله سعد بن عبادة .. قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلًا منهم بعدنا .. فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلًا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه" (٢)

كل هذه الأحداث جرت بسرعة كبيرة خلال يوم الاثنين الذي مر بحزن وسلام .. فقد أصبح للدولة الإسلامية قائد جديد وللمسلمين إمام كفوء لقيادتها .. تقبل الأنصار قيادة أبي بكر المهاجر إلى أرضهم لأنهم رجال تثقفوا بالكتاب والسنة وآمنوا بالله ورسوله .. ورضوا أن يؤمهم رجل ارتضاه لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حي بين أظهرهم فيكف لا يرضونه بعد مماته .. وهم الذين ما كانوا ليقبلوا رجلًا من غيرهم لو لم يتشبعوا بالتربية الإِسلامية العظيمة .. بل ما كان الأوس ليقبلوا عليهم زعيمًا من الخزرج ولن يرضى الخزرج أن يتأمر عليهم زعيم من الأوس لو كِانوا لا يزالون على ثقافتهم الخشبية .. ثقافة الأصنام التي أزاحها الإسلام عن قلوبهم وعقولهم إلى غير رجعة .. أما أبو بكر فلم يشغله حزنه على نبيه عن مسؤوليته الضخمة تجاه أمته .. فهذا الرجل العظيم هو الذي أعاد


(١) سند الزيادة صحيح رواها ابن إسحاق ومن طريق الضياء في المختارة ١ - ٢٨٨ حدثني عبد الله بن أبي بكر عن الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر قال وهو سند صحيح فعبد الله بن حزم الأنصاري تابعي صغير وثقة من رجال الشيخين: التقريب ١ - ٤٠٥ وبقية السند سند البخاري والمعقوفان داخله من حديث سالم بن عبيد السابق.
(٢) صحيح البخاري ٦ - ٢٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>