للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فقال كفار قريش أهل مكة:

هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة، انظروا السفار، فإن كانوا رأوا ما رأيتم، فقد صدق، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به.

فسئل السفار - وقدموا من كل جهة. فقالوا: رأينا) (١). وقالوا هم أيضًا: (محمَّد لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم) (٢). وكان الناس ينظرون إليه من مواقع مختلفة، فهناك من رأى (الجبل من بين فرجتي القمر) (٣)، وهناك من رأى (فلقة فوق الجبل، وفلقة دونه) (٤). وهناك من رأى (فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل) (٥).

وسبب هذا الاختلاف في الوصف .. هو الاختلاف في الأماكن التي يقفون فيها أثناء الحدث .. فهذا أمام جبل .. وهذا خلف جبل .. وذاك هناك و .. ولا شك أن للمسافرين الذين قدموا وصفًا آخر .. لكنهم أحمعوا على أن الشق قد حدث .. وخسرت قريش أمام هذه المعجزة .. لتلجأ للاتهام مرة أخرى فتقول كما قال الوليد عن القرآن: سحر


(١)
رواه أبو داود الطيالسى (٢/ ١٢٣) حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله: ..
ورواه البيهقي واللفظ له من طريق أبى داود وهشيم. ولفظ هشيم هو هذا، وهذا رجال إسناده ثقات، أبو الضحى تابعى ثقة اسمه مسلم بن صبيح، انظر التهذيب (٢٠/ ١٣٢) والمغيرة هو ابن مقسم ثقة متقن لكنه ربما دلس، لكنه توبع تابعه إمام مثله تمامًا هو الأعمش عند أبى نعيم. انظر سيرة ابن كثير (٢/ ١١٩).
(٢) متفق عليه.
(٣) انظر تخريج الحديث الأول فهو من طريقه.
(٤) رواه الإمام أحمد وابن جرير: عن سماك عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود، وهو حسن بالشواهد.
(٥) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>