للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحد، وأخفت من الله وما يخاف أحد، ولقد أتت على ثلاثة من بين يوم وليلة ومالي ولعيالي (ولا لبلال) طعام يأكله ذو كبد إلا ما يواري إبط بلال) (١).

ويقول عتبة بن غزوان رضي الله عنه: (ولقد رأيتنى سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قيحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبن سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها) (٢).

ويقول سعد بن أبي وقاص: كنا قومًا يصيبنا صلف العيش بمكة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشدته، فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك، وصبرنا له، وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثم لقد رأيته جهد في الإِسلام جهدا شديدًا، حتى لقد رأيت جلده يتحشف تحشف جلد الحية عنها، حتى أن كنا لنعرضه على قسينا فنحمله مما به من الجهد، وما يقصر عن شىء بلغناه) (٣).

يقول علي بن أبي طالب: (طلع علينا مصعب بن عمير، وما عليه إلا بردة له مرفوعة بفرو، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى للذي كان فيه من النعمة وما هو فيه اليوم) (٤).


(١) سنده صحيح رواه أحمد ٣ - ١٢٠ وغيره من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا سند صحيح على شرط مسلم حماد إمام ثقة من رجال مسلم وثابت وهو تابعي ثقة سمع من أنس.
(٢) صحيح مسلم ٤ - ٢٢٧٨.
(٣) الأثر الأول رواه ابن إسحاف ومن طريقه هناد في الزهد ٢/ ٣٨٨ حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد وفيه جهالة شيخ صالح لكن يشهد له ما قبله وما بعده.
(٤) يشهد له ما قبله وقد رواه أبو يعلى ١/ ٣٨٧ وفي سنده جهالة التابعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>