للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحق له .. يؤكد له أن وعد الله صادق .. ودين الله ماض سواء دافع عن أتباعه أبو طالب أو لم يدافع .. انضم أو غادر .. كان أبو طالب يستمع إلى كلام الله .. وكان كلام الله يسيل في أذنيه منذ أشرق الوحي .. في أندية مكة في بيت ابن أخيه .. في بيته هو .. في شعبه .. في فراش الموت .. لقد منحه الله فرصة .. لقد منحه الله حرية الاختيار .. وفضله على سائر المخلوقات بالإرادة .. لكنه خاف تعيير قريش وسبها له بعد موته .. ذلك لأنه لم يكن واثقًا من وعد الله .. وإلا لما وقفت كلمات قريش المحتملة عائقًا له عن الدخول في دين الله .. ما كانت تلك الكلمات لتبقيه في وحل الشرك لولا أنها وجدت إرادة ضعيفة .. وثقة مزعزعة بوعد الله. إن من يدَّعون أن الإِسلام جعل أبا طالب كبش فداء يحترق .. لم يدركوا أن الإِسلام لله والتوحيد لله .. وما محمَّد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .. وما محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إلا رجل تلقى رسالة الله فأداها كما طلب منه .. ومن أجل هذا الرجل تحرك أبو طالب وقاتل أبو طالب .. أما الله فأين مكانه في قلب أبي طالب .. لا شيء .. لا مكان لله في قلب أبي طالب .. إن أول شرط في قبول أي عمل هو الاعتراف الكامل بوحدانية الله وتفرده والإخلاص له .. وأبو طالب رفض هذا الشرط رفض وحدانية الله .. رفض الإخلاص له .. رفض: لا إله إلا الله.

أبو طالب بطل. نعم بطل .. هو شهم وشجاع وكريم .. كعنترة .. كحاتم .. والإِسلام يشطره مثلهم .. يؤيده في مواقف .. ويشجبه في مواقف.

كم تمنينا لو كان مسلمًا .. لكن ماذا بأيدينا .. ماذا يفعل حزننا بالحقيقة هل سيغيرها .. إن حبنا لعلي لا يجب أن يطغى على حبنا لله ..

<<  <  ج: ص:  >  >>