للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّهم فإن فعلت ... فأمر ما بدالك

فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر، حتى أظلتهم طيرٌ أبابيل، التي قال الله تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} (١). فجعل الفيل يعج (٢) عجًا .. فجعلهم .. كعصف (٣) مأكول) (٤).

كانت حجارة حقيقية .. وكان عذابًا سماويًا محرقًا ومبيدًا لطاغوت من الطواغيت.

كان هناك من لم يستطع الهرب .. كانت هناك آمنة تعاني من آلام الوضع .. ترى هل أقعدتها تلك الآلام .. ترى هل تركها أهلها وحدها لتلد


(١) حجارة من طين.
(٢) العج: رفع الصوت.
(٣) العصف هو الورق اليابس على ساق الزرع فيتفتت.
(٤) كما ذكرت وردت روايات عديدة ضعيفة لا تتسق مع منهج الكتاب، ولا أستطيع الجزم بصحتها فاكتفيت بما كان قوي الإسناد كهذه الرواية، التي رواها الحاكم (٢/ ٥٣٥) وهي من طريق إسحاق بن راهويه، أنبأنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس، قال رضي الله عنه: (أقبل أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من مكة استقبلهم عبد المطلب، فقال لملكهم: ... ورجال هذا الإسناد: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلى، أبو محمَّد بن راهويه وهو أحد الأئمة الثقات الحفاظ المجتهدين، قرين ابن حنبل (التقريب ١/ ٥٤) شيخه جرير بن عبد الحميد بن قرط ثقة كذلك: التهذيب (٢/ ٥٧) وقابوس حسن الحديث إذا لم يخالف رغم قول الحافظ: فيه لين، فجرح الرجل غير مفسر، إلا بقول ابن معين: ثقة جايز الحديث إلا أن ابن أبي ليلى جلده الحد، وبقول الساجي: ليس بثبت، يقدم عليًا على عثمان، جاء إلى ابن أبي ليلى فشهد عليه عنده في قضية تحمل عليه ابن أبي ليلى فضربه. وهذا جرح غير قادح. فقد قال ابن معين كما سبق أنه ثقة جايز الحديث رغم ذكره لسبب الجرح، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة، وقال ابن عدى: لا بأس به، وقال العجبي: كوفي لا بأس به. وللخبر شواهد تقويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>