للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعظيمًا وخالدًا لو صافح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكنه أبى وتولى .. هذا هو ابن سلول .. فهل هناك من يشاركه هذا الشعور؟.

أجل .. هناك اليهود الذين تركوا أرض الخمر والخمير من أجله .. فهم ينتظرونه منذ سنوات وسنوات .. لكن ما الذي حدث .. كيف ينتظرونه .. فإذا رأوه وتحققوا أنه هو رفضوه وعادوه؟. طفلة بريئة لم تلوثها أحقاد اليهود اسمها صفية بنت حيي بن أخطب تحدثنا عن موقفهم وسبب عداوتهم ..

والدها زعيم من زعماء يهود .. وعمها أيضًا زعيم .. أما هي فكانت أحب أولادهم على الإطلاق .. يهشون للقائها .. يبشون في وجهها ويبتسمون إلا في ذلك اليوم .. ذلك اليوم الذي تذكره صفية جيدًا .. فتقول: (لم يكن من ولد أبي وعمي أحدٌ أحب إليهما مني .. لم ألقهما قط مع ولد لهما أهش إليهما إلا أخذاني دونه.

فلما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قباء ونزل قرية بني عمرو بن عوف، غدا إليه أبي وعمى "أبو ياسر بن أخطب" مغلسين، فوالله ما جاءانا إلا مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين كسلانين ساقطين، يمشيان الهوينى (١)، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما نظر إليَّ واحد منهما، فسمعت عمى أبا ياسر يقول لأبي:

أهو هو؟ قال: نعم .. والله. قال: تعرفه بعينه وصفته؟ فقال: نعم والله. قال: فماذا في نفسك منه؟. قال: عداوته والله ما بقيت) (٢) ولكن


(١) مشيٌ فيه فتور وضعف.
(٢) في سنده ضعف، رواه ابن إسحاق ومن طريقه أبو نعيم والبيهقيُّ (٢/ ٥٣٣) وفي سنده جهالة شيخ شيخ ابن إسحاق عبد الله بن أبي بكر وقد ورد اسم هذا الشيخ عند أبي نعيم =

<<  <  ج: ص:  >  >>