للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: نعم .. والذي يحلف به، [لوددت أن حظي من تلك النار أن توقدوا أعظم تنور في داركم فتحمونه، ثم تقذفوني فيه ثم تطينون علي، وأني أنجو من النار غدًا (١)] (٢).

قالوا: ويحك يا فلان فما آية ذلك؟

قال: نبيٌ مبعوث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده إلى نحو مكة واليمن.

قالوا: متى تراه؟

فنظر إليَّ وأنا أحدثهم سنًا، فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه.

قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو حي بين أظهرنا (٣)، فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا.

فقلنا: ويحك يا فلان .. ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى ولكن ليس به [وكان يقال له يوشع] (٤).

ويقول محمد بن سلمة رضي الله عنه:

(لم يكن في بني عبد الأشهل إلا يهودي واحد يقال له "يوشع" فسمعته - وإني لغلام في إزار يقول:


(١) أي من شدة نار جهنم أعاذنا الله منها يتمنى أن يوضع في أعظم فرن في الدنيا ثم يطبق عليه ويحرق فيه أهون عليه من دخول نار جهنم.
(٢) ما بين المعقوفين لفظ البيهقي.
(٣) أي أن هذا اليهودي حي يرزق عند دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة.
(٤) سنده صحيح. رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي (٢/ ٧٨) حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن سلمة بن سلام رضي الله عنه: وشيخ ابن إسحاق تابعي صغير وثقة عن رجال الشيخين (التقريب ١/ ٣٥٨) ويشهد له ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>