للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صفوان- وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد .. فقال أمية لسعد: ألا انتظر، حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت .. فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل .. فقال:

من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ .. فقال سعد: أنا سعد .. فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم ..

فتلاحيا بينهما .. فقال أمية لسعد:

لا ترفع صوتك على أبي الحكم .. فإنه سيد أهل الوادي .. ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام (١) .. فجعل أمية يقول لسعد:

لا ترفع صوتك -وجعل يمسكه- فغضب سعد فقال:

دعنا عنك فإني سمعت محمَّد -صلى الله عليه وسلم- يزعم أنه قاتلك .. قال: إياي؟ قال: نعم .. قال والله ما يكذب محمَّد إذا حدث ..) (٢) لكن ماذا فعل بعد أن بشره سعد بالقتل .. يحدثنا سعد صاحب البشرى فيقول إنه قد (قال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد آويتم الصبأة (٣) وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم .. أما والله لولا أنك مع أبي صفوان (٤) ما رجعت إلى أهلك سالمًا .. فقال له سعد -ورفع صوته عليه- أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه: طريقك على المدينة .. فقال له أمية:

لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم -سيد أهل الوادي .. فقال


(١) طريق تجارة قريش إلى الشام وهو يمر بالمدينة أو قربها.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٦٣٢).
(٣) يقصد المهاجرين الذين تركوا دين آبائهم وأجدادهم.
(٤) أبو صفوان هو أمية بن خلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>