للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ}) (١).

إذًا فالقبلة تحولت من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة لكن متى كان ذلك .. وما علاقة اليهود بالقبلة واتجاه المسلمين في صلاتهم .. وماذا حدث عند سماع الخبر.

أما متى فخبر ذلك عند البراء بن عازب رضى الله عنه:

يخبرنا البراء عن ذلك فيقول: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا .. وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت .. وأنه صلى أول صلاة صلاها: صلاة العصر .. وصلى معه قوم فخرج رجل ممّن كان صلى معه -صلى الله عليه وسلم- فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال:

أشهد بالله لقد صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل مكة .. فداروا كما هم قبل البيت) (٢) الحرام .. نفذوا .. امتثلوا دون تردد .. فالأمر وحي والتساؤل فيما بعد .. لكن إذا كان هناك تساؤل فهل هو اعتراض أو احتجاج كاحتجاج يهود .. المؤمنون أرقى من ذلك .. إن لهم قلوبًا رقيقة ومشاعر طيبة .. كان تساؤلهم ذلك رحمة وإشفاقًا على إخوانٍ لهم ماتوا ولم يصلوا تجاه المسجد الحرام. البراء ينقل تلك المشاعر لنا فيقول:

(فقال رجال من المسلمين وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن


(١) سنده صحيح. رواه ابن إسحاق (تفسير ابن كثير، سورة البقرة ١٤٣): حدثنى. إسماعيل ابن أبى خالد، عن أبى إسحاق، عن البراء .... وشيخ ابن إسحاق وشيخ شيخه تابعيان ثقتان ثبتان. انظر التقريب (١/ ٦٨) (٢/ ٧٣).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>