للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كاتبت أمية بن خلف كتابًا: بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة) (١) .. (كان بيني وبين أمية بن خلف كتابٌ بأن يحفظني في ضياعي بمكة، وأحفظه في ضياعه بالمدينة، فلما ذكرت: الرحمن، قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته: عبد عمرو .. فلما كان يوم بدر) (٢) (مررت به وهو واقف مع ابنه علي وهو آخذ بيده، ومعي أدراع لي قد استلبتها فأنا أحملها، فلما رآني قال:

عبد عمرو .. فلم أجبه، فقال: يا عبد الإله، فقلت: نعم، قال: هل لك في، فأنا خيرٌ لك من هذه الأدراع التي معك؟ قلت: نعم، ها الله.

فطرحت الأدراع من يدي وأخذت بيده وبيد ابنه وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن، ثم خرجت أمشي بينهما) (٣) (خرجت به إلى شعب لأحرزه حتى يأمن الناس) (٤).

وتوجه الثلاثة إلى ذلك الشعب، ثم توجهوا (إلى جبل) (٥) .. فارتاحت نفس أمية بن خلف .. يا لها من أيام عصيبة تلك التي كانت تحمل في دقائقها الموت والحياة معًا لأمية .. اطمأن أمية فتحدث عن اللبن الذي سيشربه ابن عوف وأصحابه من نياق أمية التي سيفتدي


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٢٣٠١) والصاغية: الحاشية والأتباع.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ واللفظ له (٣/ ٩٠).
(٣) حسن. رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي (٣/ ٩١): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير عن أبيه وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قالا: كان عبد الرحمن بن عوف يقول: وفي الطريق الثانية انقطاع بين صالح وجده لكن عباد بن عبد الله ابن الزبير تابعي كبير والحديث بعد هذا حسن بما بعده وحديث صالح موصول عند البخاري وهو ما بعده.
(٤) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ واللفظ له (٣/ ٩٠).
(٥) جزء من حديث البخاري (٢٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>