للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار، فقال: أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية بن خلف، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم، فقتلوه، ثم أتوا حتى تبعونا، وكان رجلًا ثقيلًا فلما أدركونا قلت له: أبرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي) (١) (فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة (٢)، فأنا أذب عنه، فأخلف رجل بالسيف فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قط، قلت:

انج بنفسك ولا نجاء، فوالله ما أغني عنك شيئًا، فهبروهما بأسيافهما حتى فرغوا منهما) (٣) ..

(قتلوه وأصاب أحدهم رجلي بسيفه) (٤) ..

يتذكر عبد الرحمن رضي الله عنه ذلك مبتسمًا ويقول: (يرحم الله بلالًا فجعني بأدراعي وبأسيري) (٥).

وانتهت قصة أمية الطويلة كما تنتهي قصص كثير من أمثاله الذين قضوا حياتهم في التعذيب والتنكيل. بمن يقع بين أيديهم من المؤمنين والضعفاء والمساكين ..


= وشيخ ابن إسحاق ثقة وليس كما توحي ترجمته في التهذيب فجرح ابن حبان لا يضره.
(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٢٣٠١).
(٢) ربما كان يعني البئر الصلبة التي لا تحتاج إلى طي.
(٣) حديث صحيح. جزء من حديث ابن إسحاق السابق.
(٤) حديث صحيح. جزء من حديث ابن إسحاق السابق.
(٥) حديث صحيح. جزء من حديث ابن إسحاق السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>