للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت فدعا على نفر من قريش فيهم أبو جهل، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط. قال ابن مسعود:

فأقسم بالله لقد رأيتهم صرعى على بدر، قد غيرتهم الشمس وكان يومًا حارًا) (١) وفي اليوم الحار تنتن الجثث سريعًا .. إذًا فلا بد من دفن تلك الجثث ولو كانت جثث كفار .. فالإِسلام دين صحة ونظافة .. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأمته: (أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه على رقابكم) (٢) لذلك أمر - صلى الله عليه وسلم - أن تقذف تلك الجنائز في بئر خبيث كان موجودًا على أرض بدر .. فـ (نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم بدر بأربعة وعشرين من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث) (٣) .. يعج برائحة الموت ونتن الشرك .. و (لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقتلى أن يطرحوا في القليب، طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها فذهبوا ليخرجوه فتزايل لحمه فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة) (٤) ... هلك أمية بن خلف .. لم يحفر له قبر كبقية الناس .. تفسخ لحمه فتركوه ودفنوه بالحجارة بعد أن قتله بلال .. يال انتقام الجبار لبلال .. أيتذكر بلال وهو يرى عدوه مدفونًا بالحجارة .. أيتذكر تلك الأيام العصيبة عندما كان أمية


(١) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (٢/ ٣٣٥).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري ومسلمٌ.
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري.
(٤) سنده صحيح. رواه ابن إسحاق (سيرة ابن كثير ٢/ ٤٤٩) حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: ... وهذا السند صحيح. يزيد بن رومان تابعي صغير ثقة وهو أحد موالي آل الزبير (التقريب ٢/ ٣٦٤) وشيخه لا يسأل عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>