للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن جمال الدنيا وخيلها والخصومة عليها .. لا تطاول الخصومة على أقدس الأشياء التي احتلت قلوب العرب قبل أراضيها .. الكعبة والحجر الأسود.

فهل ستصبغ قريش كعبتها بدماء أبنائها .. هل هناك مخرج آخر لهذه الأزمة. لهذه الكارثة التي تطل من موضع الحجر.

كان الله رحيمًا بهؤلاء العرب عندما قرروا تحكيم أول رجل يدخل عليهم المسجد .. فكانت هذه القصة التي يرويها لنا شاهد عيان شارك وبنى وحضر الخصومة حيث يقول: إني كنت (فيمن يبني الكعبة في الجاهلية، ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله، فأجيء باللبن الخاثر، الذي أنفسه على نفسى، فأصبه عليه، فيجيء الكلب، فيلحسه، ثم يشغر (١) فيبول. فبنينا حتى بلغنا الحجر، وما يرى الحجر منا أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل، يكاد يترايا منه وجه الرجل، فقال بطن من قريش: نحن نضعه. وقال آخرون: بل نحن نضعه. حتى كاد أن يكون بينهم قتال بالسيوف. فقالوا: اجعلوا بينكم حكمًا. قالوا: أول رجل يطلع من الفج (٢) فجاء النبي-صلى الله عليه وسلم-. فقالوا: أتاكم الأمين. فقالوا له. فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم، فأخذوا بنواحيه معه فوضعه هو) (٣) وبيده الكريمة


(١) أي يرفع إحدى رجليه ليبول.
(٢) الفج: الطريق الواسع البعيد.
(٣) إسنادُهُ صحيحٌ، رواه عبد الصمد بن النعمان (سيرة الذهبي ٤٠) وأبو نعيم في الدلائل، من طريقين أما عبد الصمد فقال: حدثنا ثابت بن يزيد، حدثنا هلال بن خباب عن مجاهد عن مولاه قال: ... وثابت بن يزيد الأحول ثقة، انظر التهذيب ... وكذلك هلال بن خباب العبدي، انظر التقريب (٢/ ٢٣)، وطريق أبي نعيم: عباد بن العوام عن هلال ... وعباد ثقة. انظر التقريب (١/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>