للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففاطمة صغيرة حقًا لكن ليس على الزواج .. فعائشة بنت أبي بكر الصديق أصغر منها بسنوات وهي الآن زوجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكبر وأسن من أبي بكر ومن عمر أيضًا ..

إذًا فالأمر غير ذلك .. ثم إن أبا بكر وعمر هما أفضل الأمة .. وهما أفضل من عثمان رضي الله عنه ومع ذلك اعتذر لهما وزوج عثمان ابنتيه: رقية وأم كلثوم بل إن ابنته الكبرى زينب متزوجة من رجل مشرك حتى الآن (١) وهو أبو العاص بن الربيع .. إذًا فالأمر لله من قبل ومن بعد ..

انصرف أبو بكر وانصرف عمر رضي الله عنهما وقد رضيا بما رضيه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .. وتسربت أخبارهما إلى مسامع امرأة فأقلقها ما سمعت فهبت مسرعة إلى سيدها تحرضه وتحرضه على الزواج من سيدة نساء العالم .. ماذا فعل هذا السيد وماذا قال عندما سمع الخبر .. يحدثن بنفسه عن ذلك فيقول: (خُطبت فاطمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: لا. قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (٢).

لكن لماذا كل هذا التردد في خطبة فاطمة والقلب ميال إليها .. أسباب كثيرة جعلت علي بن أبي طالب يتردد في خطبة فاطمة وهي


(١) أقصد وقت خطبة أبي بكر وعمر لفاطمة رضي الله عنها وعنهم.
(٢) سنده صحيح. رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي (٣/ ١٦٠): حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن علي وشيخ ابن إسحاق ثقة من رجال الشيخين (التقريب ١/ ٤٥٦) وهذا ليس من التفسير فهو لم يسمعه من مجاهد أما ما عداه فقد قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ابن أبي نجيح عن مجاهد أو خصيف؟ قال: ابن أبي نجيح. التهذيب (٦/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>