للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه الكتاب ما استلم صنمًا حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه) (١).

حتى في الحج .. وفي يوم الوقوف بعرفة .. يخالف قومه الذين أرادوا منح أنفسهم امتيازًا على بقية الناس .. وذلك بوقوفهم عشية ذلك اليوم بمزدلفة .. أما هو فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يخالفهم .. كان يقف بعرفة من بين قومه كلهم. يقول جبير بن مطعم: (لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو على دين قومه- وهو يقف على بعير له بعرفات، من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقًا من الله عَزَّ وجَلَّ له) (٢).

وتقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش، ومن يدين دينها -وهم الحمس (٣) - يقفون عشية عرفة بالمزدلفة ويقولون: نحن قطن البيت. وكان بقية الناس والعرب يقفون بعرفات) (٤).


(١) حديثٌ حسنٌ. رواه البيهقي من طريق: الحسن بن علي بن عفان، وهو ثقة (التهذيب ٢/ ٣٠٢)، حدثنا أبو أسامة: حماد بن أسامة وهو ثقة ثبت، حدثنا محمد بن عمرو بن علقة بن وقاص، وهو حسن الحديث (التهذيب ٩/ ٣٧٥) عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. وهما تابعيان ثقتان. التقريب (٢/ ٤٣٠) و (٢/ ٣٥٢).
(٢) سنده صحيح. رواه ابن إسحاق فقال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه جبير قال: وهذا السند (سيرة ابن كثير ١/ ٢٥٤) صحيح، فابن إسحاق ثقة لكنه مدلس، وهو هنا لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه عبد الله. وشيخه ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم تابعي صغير وثقة معروف. انظر التقريب، وأما عثمان بن أبي سليمان، فهو أيضًا تابعى ثقة. انظر تهذيب التهذيب والتقريب (٢/ ٩). وكذلك نافع بن جبير بن مطعم تابعي ثقة. فالإسناد بذلك صحيح متصل.
(٣) سموا كذلك لتشددهم في دينهم وقيل لأنهم كانوا لا يستظلون أيام منى.
(٤) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>