للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجديدة .. إنه عبد الله بن جحش رضي الله عنهما .. ها هو سعد يحدّثنا عما جرى في تلك الناحية .. فيقول:

(إن عبد الله بن جحش، قال له يوم أُحد: ألا تدعو الله، فخلوا في ناحية، فدعا سعد فقال:

يا ربّ إذا لقيت العدو، فلقّني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه .. فأمَّن عبد الله بن جحش ثم قال:

اللهمّ ارزقي رجلًا شديدًا حرده، شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني، فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلت: يا عبد فِيمَ جدع أنفك وأذنك؟ من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك. فتقول: صدقت) (١).

يا لهذه الجزر الحالمة الساحرة .. يا لهذه الأنفس ما أعظمها .. ترى هل سيجيب الله هذه الابتهالات .. ستبوح بالإجابة أرض المعركة .. وجبل عينين وجبل أُحد سيشهدان على ذلك .. لماذا كل هذه الحرقة


(١) سنده قوي: رواه الحاكم (٢/ ٨٦) وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٠٨) من طرق عن ابن وهب حدثني أبو صخر عن يزيد بن قسيط الليثي عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، وأبو صخر هو حميد بن زياد بن أبي المخارق (التهذيب- ٣/ ٤١) وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال الحافظ: (صدوق يهم) (التقريب- ١/ ٢٠٢) وشيخه يزيد تابعى ثقة: التقريب (٢/ ٣٦٧) وأما إسحاق ابن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص فهو ثقة .. وثقه الإِمام العجلي في ثقاته توثيقًا لفظيًا فقال: مدني تابعى ثقة (٦٠) ووثقه ابن حبان.
وللحديث شاهد عند ابن سعد بسند ضعيف مرسلًا عن سعيد بن المسيب، وعن المطلب ابن حنطب مرسلًا أيضًا (٣/ ٩٠ - ٩١)

<<  <  ج: ص:  >  >>