للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به فيذبح، ويقال: يا أهل الجنّة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت) (١).

وقد خطف - صلى الله عليه وسلم - أرواحهم وعقولهم وقلوبهم عندما تحدّث عن الجهاد في سبيل الله، فقال: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنّة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا , ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) (٢)، كل هذا السحر .. كل هذا الجمال .. كل هذه الفتنة لنساء الجنّة من المؤمنات ومن الحور .. فلا عجيب أن نرى ضمن الجيش نساءً خرجن للمشاركة في المعركة .. يداوين الجرحى ويسقين العطشى .. كان في مقدمتهن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجته عائشة بنت أبي بكر الصديق .. وصفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخت حمزة رضي الله عنهم .. وأم سليم بنت ملحان المشهورة بـ (الرميصاء) وهي أم أنس بن مالك رضي الله عنهما .. وهنّ من الأنصار .. كما شاركت أنصاريات أُخر منهنّ: أم سليط رضي الله عنها وفاطمة (٣) بنت عمرو بن حرام أخت عبد الله وعمّة جابر وزوجة عمرو بن الجموح ونساء أخريات من المهاجرين والأنصار ..

ولئن استطاع بعض النساء أن يخرجن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حروبه فإن هناك من الرجال من لا يقدر على الخروج .. والحرج يحاصرهم بعد نزول هذه الآيات:


(١) حديث صحيح، صحيح الجامع (١/ ١٥٢).
(٢) حديث صحيح: رواه البخاري (المشكاة- ٣/ ١٥٦٢).
(٣) سيأتي ذكرهن أثناء المعركة وبعدها في أحاديث صحيحة إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>