للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم) (١). ثم يؤدي حركة غريبة كغربته تتوهج شوقًا إلى الله، وشوقًا يعبر به عما في قلبه، تقول أسماء: (ثم يسجد على راحته، وكان يصلي إلى الكعبة ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم) (٢).

لقد كان هذا الغريب إنسانًا عظيمًا في زمنه .. لا يتفوق عليه في سلامة الفطرة وصفاء الفكر إلا محمد -صلى الله عليه وسلم-. لقد كان يرى الرجل يحمل ابنته الصغيرة على ذراعيه مسرعًا بها نحو حفرة تلتهب بالرمضاء ليدسها فيها .. فينهض مسرعًا ويعترض طريقه .. ويتوسل إليه ألا يفعل .. فإذا أصر (أن يقتل ابنته قال له: لا تقتلها ادفعها إلي أكفلها، فإذا ترعرعت فخذها، وإن شئت فادفعها) (٣). ثم يأخذ تلك البريئة الضعيفة .. يحملها إلى بيته يرعاها ويحنو عليها .. لأنه يعرف أن الله أرحم من عباده .. وأنه لم يخلقها لتدفن بعد مولدها.


(١) ما بين الأقواس: سنده صحيح. رواه ابن إسحاق. (سيرة ابن كثير ١/ ١٥٤)، فقد قال ابن إسحاق: حدثني هشام بن عروة عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، وابن إسحاق ثقة مدلس، وهو هنا لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه: هشام بن عروة بن الزبير، أما شيخه، فهو ثقة معروف، ووالد عروة إمام المغازي والتابي الثقة العظيم، عروة بن الزبير ابن العوام، ووالدته هي أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين.
(٢) و (٣) ما بين الأقواس: سنده صحيح. رواه ابن إسحاق. (سيرة ابن كثير ١/ ١٥٤)، فقد قال ابن إسحاق: حدثني هشام بن عروة عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، وابن إسحاق ثقة مدلس، وهو هنا لم يدلس بل صرح بالسماع من شيخه: هشام ابن عروة بن الزبير، أما شيخه، فهو ثقة معروف، ووالد عروة إمام المغازي والتابعي الثقة العظيم، عروة بن الزبير بن العوام، ووالدته هي أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>