للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلَّا كثرة، أخذت قطعة من حصير وأحرقتها، وألصقتها فاستمسك الدم) (١).

وبعد أن استمسك الدم وهدأت الساحة .. أخبر - صلى الله عليه وسلم - باستشهاد حمزة ورفاقه، فتكدّر وحزن حزنًا شديدًا .. ثم قال: (من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال - صلى الله عليه وسلم -: فانطلق أرناه. فخرج - صلى الله عليه وسلم -) (٢) في الوقت الذي يتحدث البعض عن مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم لم يروه حتى الآن .. فهم هناك مهمومون في البحث عنه .. يقول أحد الصحابة رضي الله عنه: (فما زلنا كذلك ما نشكّ أنه قتل حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى ففرحنا كأنه لم يصبنا ما أصابنا، فرقي نحونا وهو يقول:

اشتدّ غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ويقول مرة أخرى: اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا، حتى انتهى إلينا فمكث ساعة، فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل:

أعل هبل .. أعل هبل -يعني آلهته-) (٣).


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٧٥).
(٢) سنده حسن رواه ابن أبي شيبة (٧/ ٣٧٢): حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، حدثنا الزهريّ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه -وهذا السند حسن رجاله ثقات إلا أن في عبد الرحمن بن عبد العزيز كلامًا لا ينزل به عن رتبة الحسن، فهو ثقة كما قال يعقوب بن شيبة .. وهو كثير الحديث عالم بالسيرة كما قال ابن سعد ووثقه ابن حبان وهو من رجال مسلم. أما جرحه فهو غير مفسر. قال الأزدي: ليس بالقوي عندهم .. وقال ابن أبي حاتم شيخ مضطرب الحديث (التهذيب ٦/ ٢٢٠) وقال الحافظ ملخصا أقوال العلماء في التقريب (١/ ٤٨٩) صدوق يخطئ. وليس هناك من لا يخطئ.
(٣) حديث صحيح وهو حديث ابن عباس عند أحمد وقد مر تخريجه وهو من طريق سليمان =

<<  <  ج: ص:  >  >>