للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفتونين، اللهمّ قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك، اللهمّ اجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهمّ قاتل "كفرة أهل الكتاب" إله الحق) (١).

هدأت الأنفس مع الله .. واطمأنت الأرواح بهذا الدعاء .. فالأمر لله من قبل ومن بعد .. ولا رادّ لقضائه .. لله خرجوا وبه قاتلوا .. والحمد لله على كل حال .. تهادى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه خلف ذلك الرجل الأعزل الذي مشى أمامهم ليدلّهم على مقتل حمزة .. مشى الرجل (حتى وقف على حمزة، فرآه قد بقر بطنه، وقد مُثّل به، فقال: يا رسول الله .. مثّل به والله، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينظر إليه) (٢) (وقد جدع ومُثّل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى تأكله العافية، فيحشر من بطونها) (٣) أي من بطون الوحوش ..

وصفية هذه التي خاف عليها - صلى الله عليه وسلم - هي عمّته .. صفية بنت عبد المطلب .. وهي شقيقة حمزة وأم الزبير بن العوام .. وهي المقصودة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع) (٤) .. (ثم


(١) سنده قوي رواه البزار (زوائد-٢/ ١٣٠) والحاكم (١/ ٦٨٦) والبخاريُّ في الأدب المفرد (حديث ٦٩٩) والبيهقيُّ في الاعتقاد (٢/ ٤٥٣) كلهم من طريق عبد الواحد بن أيمن المكي. حدثني عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه قال: وعبيد بن رفاعة تابعي ثقة ولد على عهده (ص) وثقه العجليّ- التقريب (١/ ٥٤٣) وعبد الواحد تابعي صغير من رجال مسلم قال في التقريب: لا بأس به (١/ ٥٢٥) وقد روي عنه هذا الحديث ثقتان هما خلاد بن يحيى وهو من كبار شيوخ البخاري ومروان بن معاوية وهو ثقة حافظ.
(٢) سنده جيد رواه ابن أبي شيبة (٧/ ٣٧٢) لكن يشهد لأوله ما بعده.
(٣) سنده حسن رواه جماعة عن أسامة بن زيد الليثي عن الزهريّ عن أنس .. وأسامة حسن الحديث إذا لم يخالف وهو من رجال مسلم انظر التقريب (١/ ٥٣) والحديث رواه أبو داود (٣١٣٦) والترمذيُّ (١٠١٦) والبيهقيُّ (٤/ ١٠ سنن) والدارقطنيُّ (٤/ ١١٦) والحاكم (١/ ٥١٩) والطبرانيُّ (٣/ ١٤٤) وحسنه الشيخ الألباني.
(٤) سنده ضعيف لكنه حسن بما قبله .. رواه ابن أبي شيبة (٧/ ٣٧٢) والبيهقيُّ (سنن -
=

<<  <  ج: ص:  >  >>