للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حميدًا فإنها قد شفتني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل بن حنيف، وأبو دجانة وعاصم بن ثابت الأقلح، والحارث بن الصمة) (١).

توجّه - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته خلال النواح والبكاء .. إنه يستمع إلى النائحات والوجد يحرق أكبادهن .. فيتذكر عمّه حمزة رضي الله عنه .. وتعاوده الأحزان من جديد .. فيستجيب لها بكلمات تفيض حزنًا ووفاءً لذلك الفقيد الحميم .. فقد (مرّ - صلى الله عليه وسلم - بنساء بني الأشهل) (٢) عندما (رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد فسمع نساء بني الأشهل يبكين على هلكاهنّ، فقال:

لكن حمزة لا بواكي له، فجئن نساء الأنصار فبكين على حمزة عنده .. ورقد - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ وهن يبكين، فقال: ويلهنّ إنهن لها هنا حتى


(١) سنده صحيح رواه الحاكم (٣/ ٢٤) واللفظ له والطبرانيُّ (٧/ ١٢٢) (١١/ ٢٥١) وسند الحاكم هو حدثنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الصفار، حدثنا أبو الحسن علي بن محمَّد الثقفي بالكوفة حدثنا منجاب بن الحارث التميميّ، قال: وزعم سفيان بن عيينة عن عمرو ابن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ... وهذا السند صحيح فسفيان وعمرو وعكرمة أئمة ثقات معروفون ومنجاب التميميّ ثقة من رجال مسلم (التقريب-٢/ ٢٦٤) فقول الحاكم رحمه الله إن الحديث على شرط البخاري فيه نظر .. بل العكس لأن منجاب من رجال مسلم فقط فالحديث على شرط مسلم .. وأبو الحسن الثقفي ثقة انظر: تاريخ بغداد (١٢/ ٦٣) وشيخ الحاكم عالم ثقة قال عنه تلميذه الحاكم: أنه محدث عصره. انظر: سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٣٧) وقد توبع الثقفي عند الطبراني وفيه تصريح بسماع سفيان من عمرو.
(٢) سنده حسن رواه ابن ماجه (الصحيح ١/ ٢٦) والحاكم (٣/ ١٩٥) ابن وهب وعبيد الله ابن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر وأسامة بن زيد حسن الحديث إذا لم يخالف (التقريب- ١/ ٥٣) وصحح الحديث الإمام الألباني في صحيح ابن ماجه (١/ ٢٦٥) وبقية السند كالذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>