بولهم على رأسي، وعمَّاهم الله عني. ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي، فحملته، وكان رجلًا ثقيلًا، حتى انتهيت إلى الإذخر، "فلما انتهيت به إلى الأراك" فككت عنه أكبله، فجعلت أحمله ويعينني، حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله أنكح عناقًا؟
"فسكت عني"، فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يرد عليّ شيئًا حتى نزلت:{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا مرثد الزاني لا ينكح إلَّا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلَّا زان أو مشرك .. فلا تنكحها) (١).
لأنها تحترف الزّنا وتصرّ عليه .. أما إذا تابت الزانية وتاب الزاني وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة .. فيجوز عند ذلك .. أمّا إذا لم يتوبوا فهم أمراض متنقلة .. تنخر الأجساد والمجتمعات ..
إذًا فهناك رجال يمكن الاعتماد عليهم للقيام بمهام خطيرة ودقيقة .. والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتردّد في بثّهم هنا وهناك .. فالمدينة في خطر .. والدعوة إلى التوحيد تحتاج إلى دولة قوية وذكية لنشرها .. كان لمرثد دور .. وكان لعبد الله بن أنيس دور آخر .. وللذين داخل المدينة أدوار يؤدّونها تحت قيادة هذا النبي الحكيم.
(١) سنده حسن رواه النسائي (الصحيح-٣٠٢٧) والترمذيُّ (الصحيح- ٣٥٣٨) واللفظ له والزوائد للنسائي .. من طريق عبيد الله بن الأخنس أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .. وعبيد الله بن الأخنس أبو مالك النخعي، ثقة قاله الأئمة: أحمد وابن معين وأبو داود والنسائيُّ، وانظر: التهذيب. والتقريب (١/ ٥٣٠) وبقية السند حسن أي عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده وهو سند معروف.