للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أما أنا فأقول لكم: من طلّق امرأته -إلَّا في حالة الزّنا- يجعلها تزني، ومن تزوّج مطلقة زنى) (١).

أي أن المطلقة تعتبر زانية .. ومن تزوّج امرأة مطلقة فهو أيضًا زان .. فلا غرابة أن نرى انتشار الزنا عند النصارى بشكل مخيف ومقزز .. وما دامت المطلقة المسكينة قد حكم عليها الزنا المؤبدّ فلن يغير من الأمر شيء أن تمارسه فعلًا ..

أمّا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فقد أحب المطلقة وتزوجها .. وزوَّجها .. وأفضل زوجاته خديجة تزوجت قبله أكثر من رجل .. وها هو الوحي يخبره بأنه سيتزوج مطلقة زيد .. فرق كبير جدًا بين سماحة الإِسلام وتطرّف النصارى .. الذين يرون الزواج بالمطلقة زنا .. بل يعتبرون الزواج بالبكر لا يليق بالنصراني المستقيم .. وفي ذلك كتابهم المقدس:

(أبناء هذه الدنيا يتزاوجون، أما الذين هم للحياة الأبدية والقيامة من بين الأموات فلا يتزاوجون، هم مثل الملائكة لا يموتون، وهم أبناء الله) (٢) .. لا أدري ما هو مصير البشر لو أخذوا هذه المقولة المتطرّفة .. حقًا إن الدين ليثير السخرية متى ما عبث بكتبه ونصوصه العلماء والعباد .. فحرّفوا وبدّلوا وغيّروا ظنًا منهم أنهم يخدمونه .. وهذا ما حدث للتوراة والإنجيل .. اللذين أصبحا مثار سخرية اليهود والنصارى أنفسهم .. الإِسلام شرّع الزواج وأشرع أبوابه ونوافذه .. وجعله فسحة للمرأة والرجل ومسؤولية وتلبية لحاجة بشرية ملحة .. ولم يجعله قيدًا وسجنًا لا يستطيعان الفكاك منه والهرب .. ولكي يبقى الزواج سليمًا من النغص


(١) الكتاب المقدس -متى- الطلاق.
(٢) الكتاب المقدس -لوقا- قيامة الأموات.

<<  <  ج: ص:  >  >>