للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قامت فشهدت، فلما كان في الخامسة وقفوها، وقالوا: إنها موجبة، فتلكأت (١) ونكصت حتى ظننّا أنها ترجع ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم. فمضت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين (٢)، سابغ الإليتين (٣)، خدلج الساقين (٤)، فهو لشريك بن سمحاء.

فجاءت به كذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن) (٥)، فقد صدق هلال وكذبت .. ولكن لا يطبق الحدّ بعد نزول هذه الآية إلَّا بالاعتراف أو البيِّنة .. كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لو كنت راجمًا أحدًا بغير بيّنة رجمت هذه) (٦).

كان حادث الإفك افتراءً .. ظلمًا وتجنّيًا على عائشة .. لكن رحمة الله وانتصاره للمظلوم وعدالته .. أحالته إلى دروس وأحكام وبراءة ..

ها هي عائشة بريئة كيوم ولدتها أمّها .. ها هي وقد غمرها - صلى الله عليه وسلم - بأمواج حبّه وفؤاده ..

ها هي وقد رفعها الله بآيات كريمات .. وتكلّم في شأنها ودافع عنها جبار السموات والأرض ..

كان الفرج بحجم الدنيا في صدر عائشة .. لكنها غاضبة غضبًا شديدًا .. وعاتبة عتابًا شديدًا على من يسكنون قلبها .. زوجها - صلى الله عليه وسلم - ووالديها رضي الله عنهما .. فلم تقدم لهم أي نوع من أنواع الامتنان


(١) ترددت.
(٢) وورد في الصحيح أدعج وأسحم.
(٣) أي عظيم كما جاء في بعض الألفاظ.
(٤) ممتلئ.
(٥) حديث صحيح رواه البخاري (٤٧٤٧).
(٦) حديث صحيح رواه البخاري (٥٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>