على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها. فأذن لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله .. إن أزواجك أرسلنني إليك، يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، ثم وقعت بي، فاستطالت عليّ "فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة، فسبّتها".
وأنا أرقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرقب طرفه، وهل يأذن لي فيها.
فلم تبرح زينب "حتى إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينظر إلى عائشة: هل تكلم؟ ".
حتى عرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكره أن أنتصر.
"فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها"، قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها [أن أثخنتها غلبة]"فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة".
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبسّم: إنها ابنة أبي بكر) (١)، وقد انتصرت وانتصر حزبها .. لأنها لم تفعل ما يجرح شعورهن رضي الله عنهن .. لكنهن يطالبن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعدل وهو عادل إلَّا في شيء واحد لا يستطيع التحكّم فيه .. وهو قلبه .. فهو بشر كبقية البشر لديه ما لديهم من الأحاسيس والمشاعر والميول .. ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - يتدخّل في كل ما يحدث بين زوجاته من أمور طبيعية تحدث عادة بين النساء عند زوج واحد .. إلَّا إذا تجاوزت إحداهن الحد .. عندها يحكم - صلى الله عليه وسلم - بالعدل ويقوم بفضّ الاشتباك.
رضي حزب أم سلمة بمكانة عائشة .. بل قدم تنازلات أكثر ليحظى بحب الله ورسوله .. فبدلًا من أن يطالب حزب أم سلمة مرة أخرى بأن
(١) حديث صحيح رواه مسلم وما بين المعقوفين له .. والزوائد للبخاري (٢٥٨١).