للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما عندك؟

قال: عندي صاع من شعير، وعناق (١).

فطحنّا الشعير، وذبحنا العناق، وأصلحناها، وجعلناها في البرمة (٢)، وعجنت الشعير، ثم رجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلبثت ساعة، ثم استأذنته الثانية، فأذن لي، فجئت، فإذا العجين قد أمكن، فأمرتها بالخبز، وجعلت القدر على الأثافي (٣)، "ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه"، ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فساررته، فقلت:

إن عندنا طعيمًا (٤) لنا، فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: ما هو وكم هو؟ قلت: صاع من شعير وعناق.

قال: ارجع إلى أهلك فقل لها: لا تنزع البرمة من الأثافي، ولا تخرج الخبز من التنور حتى آتي. ثم قال للناس: قوموا إلى بيت جابر، "فقام المهاجرون والأنصار".

قال: فاستحييت حياءً حتى لا يعلمه إلَّا الله. فقلت لامرأتي: "قد افتضحت ثكلتك أمك، وقد جاءك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أجمعون".

"فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلتُ الذي قُلت".

فقالت: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألك عن الطعام؟ قلت: نعم.


(١) أنثى الماعز لم تبلغ الحول.
(٢) القدر.
(٣) الأحجار التي يوضع عليها القدر عند الطبخ.
(٤) طعام قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>