للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى قرع العظم" "ثم أنكفئ عليه حتى سمعت صوت العظم" فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا، حتى انتهيت إلى درجةٍ له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي "فانخلعت رجلي" فعصبتها بعمامة، "ثم أتيت أصحابي أحجل (١)، فقلت لهم: انطلقوا فبشروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية" ثم انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك، قام الناعى على السور.

فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز.

"فقمت أمشي ما بى قلبة (٢) , فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -" فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء (٣)، فقد قتل الله أبا رافع، فانتهيت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فحدثته، "فبشرته".

فقال لي: ابسط رجلك.

فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط) (٤).

أكرم الله عبد الله بن عتيك بتلك المسحة .. بعد أن مسح عن وجه الأرض ذلك العفن المسمى "سلام بن أبي الحقيق" كان عبد الله رضي الله عنه قلبًا من حديد .. وأعصابًا من فولاذ .. نشر الرعب في ذلك الحصن .. وفي قلب كل يهودي .. لقد اهتز كل شئ حول المدينة وتزلزل .. والمدينة هي الحضن الدافئ .. والأمن الحاني التي يقصدها من استبد بهم الخوف ..


(١) يرفع رجلًا ويقف على الأخرى من العرج.
(٢) أي أنه لم يشعر بالألم لشدة ما هو فيه من الأمر.
(٣) أي أسرعوا.
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٣٩) والزوائد له في (٤٠٤٠) و (٣٠٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>