سألوني عن شيء حتى أخذوني فصرعوني، فجعلوا على وجهى قطيفة، وجعلوا يغمونني بها، وجعلت أخرج رأسي أحيانًا حتى انفلت عريانًا، ما عليّ قشرة، ولم يدعوا لي شيئًا إلا ذهبوا به، فأخذت قناع امرأة عن رأسها فوضعته على فرجى، فقالت لي: كذا. وقلت: كذا -كأنها تعجبت مني-.
وأتيت جعفرًا فدخلت عليه بيته، فلما رآني قال: ما شأنك؟
قلت: ما هو إلا أن أتيت أصحابي, فكأنما شهدوني وإياك، فما سألوني عن شيء حتى طرحوا على وجهى قطيفة، غموني بها، أو غمزوني بها، وذهبوا بكل شيء من الدنيا حولي، وما ترى عليّ إلا قناع حبشية، أخذته من رأسها.
فقال جعفر: انطلق. فلما انتهينا إلى باب النجاشى، نادى: ائذنوا لحزب الله، وجاء آذنه، فقال: إنه مع أهله.
فقال: استأذن لي عليه، فاستأذن له عليه، فأذن له، فما دخل قال: إن عمرًا قد ترك دينه واتبع ديني، قال: كلا.
قال: بلى. فدعا آذنه فقال: اذهب إلى عمرو، فقال: إن هذا يزعم أنك تركت دينك واتبعت دينه. فقلت: نعم. فجاء إلى أصحابي حتى قمنا على باب البيت، وكتبت كل شيء حتى كتبت المنديل، فلم أدع شيئًا ذهب إلا أخذته، ولو أشاء أن آخذ من أموالهم لفعلت.
ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفينة مسلمين) (١).
(١) سنده حسن رواه البزار (زوائد- ٢/ ٢٩٧): حدثنا محمَّد بن المثنى، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، حدثى عمرو بن العاص .. وقد مر معنا الحديث في المجلد الأول .. عمير بن إسحاق حسن الحديث .. قال ابن معين ثقة، وقال مرة: ليس =