للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل الناس يركب بعضهم بعضًا، حتى تلاحقنا، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلنا) (١).

كان - صلى الله عليه وسلم - يتابع هذا التسابق نحو المغفرة بفرح .. وبعد أن عبر المؤمنون كلهم وتجاوزوا تلك الثنية الصعبة .. رأى - صلى الله عليه وسلم - أعرابيًا لا يبالي بالبشرى .. ولا وزن للمغفرة عنده .. أكلت الدنيا قلبه فخرج مع المؤمنين عله يحظى ببعض غنيمة من حطام الدنيا .. رأى - صلى الله عليه وسلم - ذلك الحطام الأعرابي فالتفت إلى أصحابه وبشرهم بالمغفرة ولم يبشر ذلك الحطام بشيء .. يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من يصعد الثنية "ثنية المراد" فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل.

فكان أول من صعدها خيلنا، خيل بني الخزرج، ثم تتام الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وكلكم مغفور له، إلا صاحب الجمل الأحمر. فأتيناه، فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقال: والله .. لأن أجد ضالتي أحب إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم -وكان رجل ينشد ضالة له-) (٢) (وإذا هو أعرابي جاء ينشد ضالة


(١) سنده صحيح رواه البزار (الزوائد- ٣٣٧٢) حدثنا إسحاق بن بهلول، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد .. وشيخ البزار ثقه تاريخ بغداد (٦/ ٣٦٦) وشيخه صدوق من رجال الشيخين التقريب (٢/ ١٤٥) وزيد وعطاء تابعيان ثقتان أما هشام فهو حسن الحديث إذا انفرد لكنه أثبت الناس رواية عن زيد كما قال الإِمام أبو داود (التهذيب-١١/ ٣٩) فالسند صحيح.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم - صفات المنافقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>