من أزواجهم، وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر، أن عمر طلق امرأتين:
"قريبة بنت أبي أمية" و"ابنة جرول الخزاعي ".
فتزوج "قريبة": معاوية بن أبي سفيان، وتزوج الأخرى أبو جهم، فلما أبى الكفار أن يقروا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم، أنزل الله تعالى:{وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} والعَقَبُ: ما يؤدي المسلمون إلى من هاجرت امرأته من الكفار، فأمر أن يعطي من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق نساء الكفار اللاتي هاجرن، وما نعلم أحدًا من المهاجرات، ارتدت بعد إيمانها) (١) بالله ورسوله.
أما من هاجرن فلن يردهن - صلى الله عليه وسلم - للمشركين .. لأنه لا شرط بينهم في ذلك .. اقتنعت قريش ورضيت على مضض بذلك .. فبين يديها يتلبط أبو جندل في قيوده .. لم يلن أبوه سهيل لمرآه .. ولم يتذكر تلك القيود التي كان مكبلًا بها في حجرة سودة رضي الله عنها بعد أسره في غزوة بدر .. لقد أعماه الشرك عن الشعور بالقيود .. بل أعماه عن الشعور بالأبوة تجاه ابنه أبي جندل ..
سلم المسلمون والمشركون بالمعاهدة .. فتحولت أرض الحديبية إلى ساحة للسلام .. اختلط فيها الجميع: المؤمنون والكافرون .. ولا بد أن ذوي الأرحام والصداقات الماضية رأى بعضهم بعضًا .. ووصل بعضهم بعضًا .. لكن هناك من المشركين من لا ينفع معه عهد ولا ميثاق .. ولا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا .. هناك من تجثم بين أضلعه أحقاد ومخالب .. فحاول إفساد كل شيء.