للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد العزى في نفر من قريش في اليوم الثالث فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا .. قال: وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعامًا فحضرتموه؟ قالوا لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا فخرج بميمونة بنت الحارث رضي الله عنها حتى أعرس بها بسرف" (١) وعندما هم - صلى الله عليه وسلم - بمغادرة أحب البلاد إلى قلبه لحقت به ابنة عمه وحبيبه سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه ورغبت في مصاحبته إلى تلك المدينة الطيبة التي آوت والدها واحتضنته إلى يوم القيامة ..

"خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك احمليها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر .. قال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي .. وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي .. وقال زيد ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال الخالة بمترلة الأم وقال لعلي أنت مني وأنا منك وقال لجعفر أشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد أنت أخونا ومولانا" (٢) نسيج متناغم وخلاب من العلاقات والحب حوله - صلى الله عليه وسلم - .. كل يرى أنه أحق برعاية يتيمة حمزة .. وكلمات تواسي تلك القلوب المفعمة:

أنت مني وأنا منك .. أشبهت خلقي وخلقي .. أنت أخونا ومولانا ..


(١) سنده قوي وقد ضعفه الإِمام الألباني في تعليقه على فقه السيرة للشيخ الغزالي رحمهما الله حيث قال رواه ابن هشام عن ابن إسحاق بدون سند فقه السيرة (٣٦٤) هذا ما قاله رحمه الله لكني وجدت له سندًا في المستدرك على الصحيحين ٤ - ٣٣ حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثنى بن أبي نجيح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس والسند من الحاكم إلى ابن إسحاق سند صحيح موثق في السيرة خاصة دون غيرها ومن ابن إسحاق إلى ابن عباس سند قوي مر معنا وهو الحديث قبل السابق.
(٢) حديث صحيح رواه البخاري ٤ - ١٥٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>