للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم إلى المصلى" (١). والمصلى غير المسجد فالمصلى في الصحراء وليس له جدران ..

ثم "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صف بهم بالمصلى فصلى فكبر عليه أربع تكبيرات" (٢) ليس فيها ركوع أو سجود يقول جابر: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على النجاشي فكنت في الصف الثاني أو الثالث" (٣) استغرب بعض المصلين تلك الصلاة وذلك الاستغفار لرجل لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره النبي ولم يهاجر إليه ولم يبايعه بل ظنوه مازال علجًا نصرانيًا يقول أنس بن مالك: "لما توفي النجاشى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استغفروا لأخيكم فقال بعض الناس يأمرنا أن نستغفر لعلج مات بأرض الحبشة فنزلت {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩٩)} " (٤) علم أولئك المتسائلون مكانة النجاشي عند ربه وشهادته له التي أنزلها من فوق سبع سماوات .. الحبشي الكريم الذي كان ذات يوم يلتقط عودًا من الأرض ويرفعه ليخاطب من حوله من النصارى والوثنيين المؤمنين الذين لاذوا بعدله وطمعوا في حمايته من بطش طواغيت قريش .. تحدث حينها فاضحًا شوقه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "تناول النجاشي عودًا من


(١) صحيح مسلم ٢ - ٦٥٦.
(٢) صحيح البخاري ١ - ٤٤٣.
(٣) صحييم مسلم ٢ - ٦٥٧.
(٤) حديث صحيح رواه كما قال ابن كثير في تفسيره ١ - ٤٤٤: ابن أبي حاتم والحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ورواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق أخرى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رواه ابن مردويه من طرق عن حميد عن أنس بن مالك نحو ما تقدم وهذه الأسانيد صحيحة إلا سند الحسن فهو مرسل لكنه قوي بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>