للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤) خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ صَالِحِ بنِ صُبَيْحٍ، (١) أَبُو هَاشِمٍ الدِّمَشْقِيُّ المُرِّيُّ قَاضِي الْبَلْقَاءِ.

روي عَنْ: يُونُس بْن مَيْسَرَة بْن حَلْبَس، وجده صالح بْن صبيح، ومكحول الشامي، وغيرهم.

روي عَنْه: الْوَلِيد بْن مُسْلِم، وأَبُو مسهر عبد الاعلى بْن مسهر، ونعيم بْن حماد، وغيرهم.

أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وأبو حاتم، ودحيم الدمشقي، وابن حجر: ثقة، وزاد أَبُو حاتم: صدوق. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وذكر ابن شاهين أن أحمد بن صالح ذكر عنه نبلاً ورفعة. وقال الذهبي: صدوق. وَقَال النَّسَائي: ليس بِهِ بأس. وَقَال الدَّارَقُطنِي: يعتبر بِه. وحاصله أنه "ثقة". (٢)

٥) يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَس: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (٦).

٦) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ بن عسل بن عسال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْمُرَادِيُّ الصُّنَابِحِيُّ. (٣)

روي عَنْ: النبي -صلى الله عليه وسلم- مُرْسلاً، وعبادة بْن الصامت، وبلال بْن رباح، وغيرهم.

روي عَنْه: يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وأبو الخير مرثد بْن عَبد اللَّه اليزني، ومكحول، وغيرهم.

أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: من كبار التابعين قدم المدينة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمسة أيام. وقال الذهبي: كان صالحاً، عارفاً، كبير القدر. وذكره ابن حبان في الثقات، روى له الجماعة.

وقال ابن معين، والعلائي: لَيست لَهُ صُحْبَة. وقال البخاري، وأبو حاتم، وأبو زرعة: توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالجحفة وقدم المدينة ولم يلحق النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال العلائي، وابن عبد البر، وابن الأثير: معدود في كبار التابعين، وزاد ابن عبد البر: كان فاضلاً، وكان عبادة بن الصامت كثير الثناء عليه. وعن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي قال: سبقني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بست ليال توفي وأنا بالجحفة. وقال الحاكم: يختلف في سماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-. وحاصله أنه "تابعي ثقة وليست له صحبة". (٤) (٥)


(١) صُبَيْح: بالتصغير وذلك بضم الصاد المهملة. قاله: الدارقطني، وعبد الغني الحافظ أبو زكريا، وابن ماكولا، وابن عساكر. يُنظر "تاريخ دمشق" ١٦/ ٢٨٨، "الإكمال" لابن ماكولا ٥/ ١٧٠.
(٢) يُنظر "الثقات" للعجلي ١/ ٣٣٣، "الجرح والتعديل" ٣/ ٣٥٨، "الثقات" لابن حبان ٦/ ٢٦٦، "سؤالات البرقاني للدارقطني" ١/ ٢٨، "تهذيب الكمال" ٨/ ١٩٣، "الكاشف" ١/ ٣٧٠، "الإكمال" ٤/ ١٦٠، "التقريب" صـ ١٣١.
(٣) قال ابن الأثير: فَاتَهُ ــــ أي السمعاني ـــــ الصُّنَابِحِيُّ: بِضَم الصَّاد وَفتح النُّون وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة مَكْسُورَة ثمَّ حاء هَذِه النِّسْبَة إِلَى: صنابح بن زَاهِر بن عَامر بن عوثبان بن زَاهِر بن يحابر وَهُوَ مُرَاد مِنْهُم: أَبُو عبد الله عبد الرَّحْمَن بن عسيلة الصنَابحِي يروي عَن أبي بكر الصديق روى عَنهُ عَطاء بن يسَار، وَلَيْسَت لَهُ صُحْبَة. يُنظر "اللباب" ٢/ ٢٤٧.
(٤) يُنظر "تاريخ ابن معين" ٣/ ٣٨، "الثقات" للعجلي ٢/ ٨٣، "العلل الكبير" للترمذي ١/ ٢١، "الجرح والتعديل" ٥/ ٢٦٢، "الثقات" لابن حبان ٥/ ٧٤، "المستدرك" للحاكم ١/ ٥٢٥، "جامع التحصيل" ١/ ٢٢٤، "الاستيعاب" ٢/ ٨٤١، "أسد الغابة" ٣/ ٤٧٠، "تهذيب الكمال" ١٧/ ٢٨٢، "تاريخ الإسلام" ٢/ ٨٥٦، "التقريب" صـ ٢٨٨.
(٥) قلت: قد خلط البعض بين عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُسَيْلَة الصُّنَابِحِي، وبين عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ. فممن ذهب إلي أنهما واحد: البخاري، ويعقوب بن شيبة، وابن المديني وعلي ذلك فالصنابحة عندهم اثنان: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُسَيْلَة الصُّنَابِحِي، وهو أيضاً: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ هذا واحد وليست له صحبة، والآخر: هو الصنابح الأحمسي له صحبة. فقال الترمذي: سألت أبا عبد الله عن حديث مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا توضأ العبد فتمضمض خرجت الخطايا من فيه … الحديث، فقال: مالك بن أنس وهم في هذا الحديث، فقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عُسيلة، ولم يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن هو الذي روى عن أبي بكر الصديق. وقال يعقوب بْن شَيْبَة: هؤلاء الصنابحيون الذين يروى عنهم فِي العدد ستة إنما هم اثنان فقط، الصنابحي الأحمسي، وهو الصنابح الأحمسي هذان واحد، فمن قال: الصنابحي الأحمسي فقد أخطأ، ومن قال: الصنابح الأحمسي فقد أصاب، وهو الصنابح بْن الأعسر الأحمسي، أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، رَوَى عَنه: قيس بْن أَبي حازم، قَالُوا: وعبد الرَّحْمَن بْن عسيلة الصنابحي كنيته أَبُو عَبْد اللَّه، ولم يدرك النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، دخل المدينة بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- بثلاث ليال أو أربع، روى عَن أَبِي بَكْر الصديق وعن بلال، وعن عبادة بْن الصامت، وعن معاوية، ويروي عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث يرسلها عنه، فمن قال: عَنْ عَبْد الرَّحْمَن الصنابحي، فقد أصاب اسمه، ومن قال: عَن أَبِي عَبد اللَّه الصنابحي، فقد أصاب كنيته، وهو رجل واحد: عَبْد الرَّحْمَن وأبو عَبْد اللَّه، ومن قال: عَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الصنابحي فقد أخطأ، قلب اسمه، فجعل اسمه كنيته، ومن قال: عَنْ عَبد اللَّه الصنابحي فقد أخطأ، قلب كنتيه، فجعلها اسمه. هذا قول علي بْن المديني ومن تابعه على هذا، وهو الصواب عندي، هما اثنان، أحدهما أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، والآخر لم يدركه. قلت: بينما ذهب معظم العلماء إلي التفرقة بينهما وجعلهم ثلاثة: وهم: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيّ: تابعي ليست له صحبة. وعَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ: مختلف فيه. والصنابح بن الأعسر: له صحبة. وممن ذهب إلي ذلك: ابن سعد، وأبو حاتم، وابن معين، وابن السكن، والعسكري، والحاكم، والمزي، وابن حجر. فقال ابْن مَعِين: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ روى عنه المدنيون، له صحبة. وقال مرة: يشبه أن تكون لهُ صُحبَةٌ، ويُقال: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وقال أبو حاتم: الصُّنَابِحِيّ هم ثلاثة: الذي يروي عنه عطاء بن يسار فهو عبد الله الصنابحي لم تصح صحبته. والذي روى عنه أبو الخير فهو عبد الرحمن بن عسيلة الصُّنَابِحِيّ يروي عن أبي بكر الصديق وعن بلال ويقول قدمت المدينة وقد قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبلي بخمس ليال ليست له صحبة. والصنابح بن الأعسر له صحبة روى عنه قيس بن أبي حازم ومن قال في هذا الصنابحي فقد وهم. وَقَال ابْن السكن: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ: يقال: لهُ صُحبَةٌ، معدود فِي المدنيين، روى عنه عطاء بْن يسار. قال: وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ أَيْضًا مشهور، يروى عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وعبادة بْن الصامت، ليست لَهُ صحبة. وقال الحاكم: عبد الله الصنابحي صحابي مشهور ومالك الحكم في حديث المدنيين سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب، يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت ابن معين يقول: يروي عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي ويقال: أبو عبد الله، والصنابحي صاحب أبي بكر عبد الرحمن بن عسيلة، والصنابحي صاحب قيس بن أبي حازم يقال له: الصنابح بن الأعسر. وقال مرة معلقاً علي حديث: هذا حديث صحيح الإسناد إن كان الصنابحي هذا عبد الله، فإن كان عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي فإنه يختلف في سماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يخرجاه. وقال المزي: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، ويُقال: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، مختلف فِي صحبته. ثم قال: قال مالك: عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، عَن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-: إِذَا توضأ العبد المسلم .... قال التِّرْمِذِيّ: سألت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ عنه. فَقَالَ: وهم مالك فِي هَذَا، فَقَالَ: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، وهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، واسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عسيلة، ولم يسمع من النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الْحَدِيث مرسل. وهكذا قال غير واحد. قال ابن حجر: وظاهره أنّ عبد اللَّه الصّنابحي لا وجود له، وفيه نظر. فقد روي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَن زيد بْن أسلم، عَن عطاء بن يسار، عن عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مَعَ قَرْنِ الشَّيْطَانِ … الْحَدِيثُ. وَقَال أَبُو غَسَّانَ: مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: عَن زيد بْن أسلم، عَن عطاء بن يسار، عن عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّ الْوِتْرَ واجِبٌ، فَقَالَ عُبَادَةُ: كَذَّبَ أَبُو مُحَمَّدٍ … الْحَدِيثَ. وتَابَعَهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم. فورود عبدالله الصّنابحي في هذين الحديثين من رواية هؤلاء الثلاثة عن شيخ مالك يدفع الجزم بوهم مالك فيه، وقال المزي: فَهَؤُلاءِ كُلُّهُمْ قَالُوا: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، فَنِسْبَةُ الْوَهْمِ فِي ذَلِكَ إِلَى مَالِكٍ، فِيهِ نَظَرٌ. وقال ابن حجر: فاتفق حفص بن ميسرة وأبو غسان وزهير على قولهم عبد الله فنسبه الوهم في ذلك إلى مالك وحده فيه نظر. وقال ابن حجر: والّذي يتحصّل من كلام أهل العلم بغير وهم أنّ الصنابحة ثلاثة: عبد اللَّه الّذي روى عنه عطاء بن يسار، وهو مختلف في صحبته، ومن قال: إنه أبو عبد اللَّه فقد وهم، ولعله الّذي يكنى عبد الرحمن. والصنابح اسم لا نسب ابن الأعسر، وهو صحابي بلا خلاف، ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم. وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي يكنى أبا عبد اللَّه وهو مخضرم ليست له صحبة، بل قدم المدينة عقب موت -صلى الله عليه وسلم- فصلّى خلف أبي بكر الصديق، ومن سمّاه عبد اللَّه فقد وهم. وقال السراج البلقيني: حديث الصنابحي هذا هو في "الموطأ" روايتنا من طريق يحيى بن يحيى، وأخرجه النسائي من حديث قتيبة عن مالك كذلك، وأما ابن ماجه فأخرج الحديث من طريق شيخه إسحاق بن منصور الكوسج، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي عبد الله الصنابحي، كذا وقع في كتاب ابن ماجه عن أبي عبد الله، واعلم أن جماعة من الأقدمين نسبوا الإمام مالكاً إلى أنه وقع له خلل في هذا الحديث، باعتبار اعتقادهم أن الصنابحي في هذا الحديث هو عبد الرحمن بن عسيلة، أبو عبد الله، وليس الأمر كما زعموا، بل هذا صحابي غير عبد الرحمن بن عسيلة، وغير الصنابح بن الأعسر الأحمسي، وقد بينت ذلك بياناً شافياً في تصنيف لطيف سميته: "الطريقة الواضحة في تبيين الصنابحة" فلينظر، فإنه نفيس. يُنظر "الطبقات" ٩/ ٤٢٩، "الأم" للشافعي ج/ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ ب/ السَّاعَاتُ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ ١٠/ ٦٩، "تاريخ ابن معين" رواية ابن محرز ٢/ ١٥٣، "تاريخ ابن معين" رواية الدوري ٣/ ٣٨، "المراسيل" ١/ ١٢١، "المستدرك" ١/ ٥٢٥، ٢٢٠، "تهذيب الكمال" ١٦/ ٣٤٣، "الإصابة" ٦/ ٤٢٩، ١٢/ ٤٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>