للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من مراتب المدلسين وهي: من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع. وحاصله أنه "صدوق" يُرسل ويدلس فل يقبل شئ من حديث إلا إذا صرح فيه بالسماع. (١)

٦) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ -رضي الله عنه-: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (٢١).

ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَبُو سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع: صدوق حسن الحديث لكنه يُرسل ويدلس فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، وهو في هذا الحديث لم يصرح بالسماع.

قلت: لكن تابعه: سُليمان بن قيس اليشكري الذي كان يسمع معه من جابر، وسليمان هذا: ثقة. (٢)

وتابعه أيضاً أبو الزبير محمد بن مسلم، عن جابر. كما عند مسلم وغيره وصرح أبو الزبير بالسماع من جابر. كما سبق بيان ذلك في التخريج.

وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث أَبي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِي عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَشَارَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ هَهُنَا، وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ». (٣) (٤)

وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.

رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:


(١) يُنظر "العلل" لأحمد ٢/ ٤٧٤، "الثقات" للعجلي ١/ ٤٨١، "الجرح والتعديل" ٤/ ٤٧٥، "المراسيل" ١/ ١٠٠، "الثقات" ٤/ ٣٩٣، "المشاهير" ١/ ١٣٥، "الكامل" ٥/ ١٨٠، "الثقات" لابن شاهين ١/ ١٢١، "تهذيب الكمال" ١٣/ ٤٣٨، "السير" ٥/ ٢٩٣، "جامع التحصيل" ١/ ٢٠٢، ١١٣، "الإكمال" ٧/ ٨٥، "طبقات المدلسين" ١/ ٣٩، "التهذيب" ٥/ ٢٦، "التقريب" صـ ٢٢٥.
(٢) يُنظر "التقريب" صـ ١٩٤.
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ المغازي ب/ قُدُومِ الأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ اليَمَنِ (٥/ ١٧٣ رقم ٤٣٨٧)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِيهِ، وَرُجْحَانِ أَهْلِ الْيَمَنِ فِيهِ (١/ ٧١ رقم ٥١)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ ما جاء في اليمن وفضلها (١١/ ٢٢١ رقم ٣٢٩٧٣)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الإيمان ب/ بَيَانُ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ الْمَحْمُودَةِ الَّتِي جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْإِيمَانِ وَنَسَبَهَا إِلَى أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَا يَلِيهَا، وَالْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ الْمَذْمُومَةِ الَّتِي نَسَبَهَا إِلَى الْكُفْرِ وَأَنَّهَا قِبَلَ الْمَشْرِقِ. (١/ ٦١ رقم ١٦٢، ١٦١).
(٤) قال النووي: الْفَدَّادِينَ: بتشديد الدال جمع فداد بدالين أولاهما مشددة وهذا قول أهل الحديث والأصمعي وجمهور أهل اللغة وهو من الفديد وهو الصوت الشديد فهم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم ونحو ذلك وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: هم المكثرون من الإبل الذين يملك أحدهم المائتين منها إلى الألف وقوله أن القسو في الفدادين عند أصول أذناب الإبل معناه الذين لهم جلبة وصياح عند سوقهم لها. وقوله -صلى الله عليه وسلم- حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر: قوله ربيعة ومضر: بدل من الفدادين. وأما قرنا الشيطان: فجانبا رأسه وقيل هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس وقيل شيعتاه من الكفار والمراد بذلك اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر كما قال في الحديث الآخر رأس الكفر نحو المشرق وكان ذلك في عهده -صلى الله عليه وسلم- حين قال ذلك ويكون حين يخرج الدجال من المشرق وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس. يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي ٢/ ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>