(٢) قلت: وقد ذهب ابن حبان إلي أن عمر بن عبد الله بن أبي خثعم هو عمر بن رَاشد اليمامي، وجعلهما واحداً فقال: عمر بن رَاشد اليمامي وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عمر بن عبد الله بن أبي خثعم كنيته أَبُو حَفْص يروي عَن يحيى بن أبي كثير وَإيَاس بن سَلمَة روى عَنهُ وَكِيع وَزيد بن حباب كَانَ مِمَّن يروي الْأَشْيَاء الموضوعات عَن ثِقَات أَئِمَّة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب، وتبعه علي ذلك أبونعيم، وابن الجوزي. بينما ذهب الدارقطني، والمزي، والذهبي، وابن حجر وغيرهما إلي التفرقة بينهما وجعلهما اثنان وليس واحداً، فقال الدارقطني: قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالَ لَهُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ، قَال الدارقطني: غلط أَبُو حَاتِم فِي هَذَا، عمر بْن رَاشد بْن شَجَرَة اليمامي يرْوى عَن يَحْيَى بْن أبي كثير، وإِيَاس بْن سَلمَة بْن الْأَكْوَع، وأبو كثير الزبيدِيّ يزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عقيلة، وَأما عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي خثعم، فَلَا أعلم حدث إِلَّا عَن يَحْيَى بْن أبي كثير، وروى عَنه زيد بْن الْحباب، وهما ضعيفان، أَعنِي: عمر بْن رَاشد، وَعمر بْن أبي خثعم، وقال الدارقطني مرة: خلط ابن حبان فِي جعله إياهما واحداً، وإنما هما اثنان. وقال المزي: زعم ابْن حبان أن عمر بْن أبي خثعم هو عُمَر بْن راشد، ورد الدارقطني عَلَيْهِ ونسبه إِلَى التخليط فِي ذَلِكَ. وقال الذهبي: عمر بن راشد اليمامي هو عمر بن أبي خثعم، هكذا قال ابن حبان إنه عمر بن أبي خثعم، وإنما ابن أبي خثعم هو عمر بن عبد الله. وقال ابن حجر: عمر بن عبد الله ابن أبي خثعم وقد ينسب إلى جده، ووهم من زعم أنه عمر بن راشد، وخلط ابن حبان في ذلك. قلت: وعلي ذلك فالصواب أن عمر بْن عبد الله بن أبي خثعم غير عُمَر بْن راشد، وهما اثنان وليس واحداً. يُنظر "المجروحين" ٢/ ٨٣، "الضعفاء" لأبو نعيم ١/ ١١٢، "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي ٢/ ٢١٣، ٢٠٨، "تعليقات الدارقطني على المجروحين" ١/ ١٧٢، "ميزان الاعتدال" ٣/ ١٩٣. (٣) يُنظر "الضعفاء" لأبو زرعة ٢/ ٥٤٣، "العلل الكبير" للترمذي ١/ ٥٢، "الكامل" ٦/ ١٢٥، "شعب الإيمان" للبيهقي ٢/ ٤٨٤، "تهذيب الكمال" ٢١/ ٤٠٨، "تاريخ الإسلام" ٣/ ٧١١، "التقريب" صـ ٣٥٢.