وقال البزار: لين الحديث. وَقَال أبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ضعيف، وزاد ابن حجر: ما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري. وَقَال ابْن عدي: عامة رواياته فيها نظر.
(١) قلت: وقد خلط ابن حبان بين مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى أبو روح الصَّدَفِي، ومعاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسى، وتبعه علي ذلك السمعاني في الأنساب، في حين أن جميع من وقفت عليه في كتب التراجم فرقوا بينهما، قال الدارقطني: قد خلط أَبُو حَاتِم فِي هَذَا الْبَاب تخلطياً قبيحاً، هما رجلَانِ، يقَالَ لكل وَاحِد مِنْهُمَا: مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى. أما الصَّدَفِي يكنى أَبَا روح، وَهُوَ الَّذِي روى عَن الزُّهْرِيّ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ على بَيت المَال بِالريِّ، وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ: الهقل بْن زِيَاد، وَعِيسَى بْن يُونُس، وَإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازِيّ. وَالْآخر: يكني أَبَا مُطِيع، وَهُوَ الأطرابلسي، وَهُوَ الَّذِي روى حَدِيث عَكَّاف بْن ودَاعَة، وخَالِد الْحذاء. وَهُوَ أَكثر مَنَاكِير من الصَّدَفِي. وَإِنَّمَا فَسدتْ رِوَايَة الصَّدَفِي، لِأَنَّهُ غَابَتْ عَنهُ كتبه، فَحدث من حفظه، وَسَمَاع الهقل بْن زِيَاد، مِنْهُ من كِتَابه، فلست ترى فِيهَا خطأ، وَلَا مقلوباً، واللَّه أعلم. وقال ابن الأثير ما ملخصه: لا شك أن أبي سعد قد وهم في ذلك فإنه قد خالفه غيره من العلماء الأثبات وفرقوا بينهما منهم الحافظ أبو القاسم الدمشقي ـــــ ابن عساكر ــــ وهو أعلم بأهل بلاده وهو أيضا أتقن في قوله. وقال الذهبي: وَقَدْ خَبَطَ ابْنُ حِبَّانَ، وَخَلَطَ ترجمة هذا بهذا. قلت: قيل لأبي حاتم كما في "تاريخ دمشق": معاوية بن يحيى الأطرابلسي أحب إليك أم معاوية بن يحيى الصدفي فقال الأطرابلسي أحب إلي. يُنظر "تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان" ١/ ٢٥٦، "اللباب" ١/ ٧٢، "تاريخ الإسلام" ٤/ ٧٤٦.