للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ زائدةَ، عن هشام، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الجنةِ … الحديث. فَقَالا: هَذَا خطأٌ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ زيدٍ العَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قُلْتُ لأبي: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قَالَ: مِنْ حُسين. (١)

- وقال الدارقطني: حين سُئل عن هذا الحديث فَقَالَ: يَرْوِيهِ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَاخْتَلَفَ عَنْهُ، فَرَوَاهُ حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَخَالَفَهُ أبو أُسَامَةَ، فَرَوَاهُ عن هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ زيدٍ العَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ. (٢) (٣)

رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة الثقة حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ" في روايته للحديث عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. لما رواه الثقات عن أبي أُسَامَةَ، عن هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ زيدٍ العَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ "فإسناده ضعيف" فيه: زَيْد بْن الْحَوَارِي العمي: ضعيف.

قلت: وقد جاء في أحاديث صحيحة ما يدل علي إن الرجل في الجنة يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ فلعل من رواه بأنه يفضي إلى مائة عذراء رواه بالمعنى أو يكون تفاوتهم في عدد النساء بحسب تفاوتهم في الدرجات كما قال بذلك ابن القيم، والله أعلم.

فعن أنس بن مالك، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الجِمَاعِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ. (٤)

وقد جاء في الصحيحين وغيرهما ما يدل علي أن المؤمن في الجنة له زوجتين، أو أكثر من ذلك.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِينِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ العَظْمِ وَاللَّحْمِ. (٥)


(١) يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم ٥/ ٤٨٧.
(٢) قلت: وجدت في الأصل عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. والصواب والله أعلم: هِشَامُ، عَنْ زيدٍ العَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ولعل هذا حدث سهواً من النساخ أو سبق قلم إذ الحديث يُروي من أحدِ وجهيه عن هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، فأثبتوه من كلا الوجهين عن ابْنِ سِيرِينَ، لكن الصواب ما أثبته والله أعلم.
(٣) يُنظر "العلل" للدارقطني ١٠/ ٣٠.
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٩٢٦٩) عَنْ زَيْد بْن أَرْقَم. وأبو داود الطيالسي في "مسنده" (٢١٢٤)، والترمذي في "سننه" (٢٥٣٦) والبيهقي في "البعث والنشور" (٣٦٣)، والمقدسي في "المختارة" (٢٥٠٥) عَنْ أنس بن مالك.
(٥) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ بدء الخلق ب/ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ (٣٢٥٤، ٣٢٤٦)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ب/ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ (٢٨٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>