للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزُّهْرِي قَالَ: قال عُرْوَة: عَلَيْكَ بِالزِّرَاعَةِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُتَمَثَّلُ فِيهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: تَتَبَّعْ خَبَايَا الْأَرْضِ وَادْعُ مَلِيكَهَا … لَعَلَّكَ يَوْمًا أَنْ تُجَابَ وَتُرْزَقَا. (١) قلت: إسناده ضعيف فيه عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة: ضعيف الحديث.

رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:

قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.

قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به هِشَام بْن عَبْد اللَّهِ بْن عِكْرِمَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بل تابعه: أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة بن زَيْد.

خامساً: التعليق علي الحديث:

قال المناوي في قوله -صلى الله عليه وسلم- اطلبوا الرزق في خبايا الأرض: خبايا جمع خبيئة كخطيئة وخطايا أي التمسوه في الحرث لنحو زرع وغرس فإن الأرض تخرج ما فيها من النبات الذي به قوام الحيوان، وقيل أراد استخراج الجواهر والمعادن من الأرض وإنما أرشد لطلب الرزق منها لأنه أقرب الأشياء إلى التوكل وأبعدها من الحول والقوة فإن الزارع إذا كرب الأرض ونقاها وقام عليها ودفن فيها الحب تبرأ من حوله وقوته ونفدت حيلته فلا يرى لنفسه حيلة في إنباته وخروجه بل ينظر إلى القضاء والقدر ويرجو ربه دون غيره في إرسال السماء ودفع الآفة مما لا حيلة لمخلوق فيه ولا يقدر عليه إلا الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض. ومن شعر ابن شهاب الزهري قوله في المعنى: تتبع خبايا الأرض وادع مليكها … لعلك يوماً أن تجاب وترزقا. (٢)


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (١/ ٩٣ رقم ٣٠٧).
(٢) يُنظر "فيض القدير" ١/ ٥٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>