للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَال يحيى بْن سَعِيد: منكر الحديث ثُمَّ ذكر له أحاديث مناكير منها حديث كلاب الحوأب. قال ابن حجر: ومراد القطان بالمنكر الفرد المطلق.

وقد وصف بالإرسال: قال العلائي: يُقال له رؤية رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب ولم يصح ذلك بل هاجر إليه ليبايعه فقبض النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في الطريق، وحديثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل، وكذلك عن عبد الله بن رواحة. وقال ابن المديني: لم يسمع من أبي الدرداء ولا من سلمان وروى عن بلال ولم يلقه قال وروى عن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا. قال العلائي: في هذا القول نظر فإن قيسًا لم يكن مدلساً وقد ورد المدينة عقب وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة بها مجتمعون فإذا روى عن أحد الظاهر سماعه منه.

وقد وصف بالاختلاط: قَال إِسْمَاعِيل بْن أَبي خَالِد: كبر قَيْس بْن أَبي حازم حَتَّى جاوز المائة بسنين كثيرة حَتَّى خرف وذهب عقله. وحاصله أنه "ثقة يُرسل اختلط في آخر عمره". (١)

ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَقَفِي: ضعيف. والْمُنْذِر بْن زِيَاد الطَّائِيّ: متروك الحديث متهم بالكذب.

قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. (٢)

وقال ابن حجر: فِي إسْنَادِهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادِ الطَّائِيُّ متروك. (٣)

قلت: لكن صح الحديث من طُرقٍ أخري من أمثلها: حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُخَاصِمُ أَبَاهُ فِي دَيْنٍ عَلَيْه فَقَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-: أَنْت وَمَالك لأَبِيك. (٤)

قال ابن الملقن رحمه الله: هَذَا الحَدِيث مَرْوِيّ من طرق: أَصَحهَا: طَرِيق عَائِشَة. (٥)

وقال العقيلي: وَفِي هَذَا الْبَاب أَحَادِيث مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ وَفِيهَا لِينٌ، وَبَعْضُهَا أَحْسَنُ مِنْ بَعْضٍ، وَمِنْ أَحْسَنِهَا حَدِيثُ الْأَعْمَشِ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: أَوْلَادُكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ. (٦)

وحديث ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِرَجُلٍ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ. (٧) قال ابن حجر: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. (٨)

وحديث عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ


(١) يُنظر "الثقات" لابن حبان ٥/ ٣٠٧، و"تهذيب الكمال" ٢٤/ ١٠، و"السير" ٤/ ١٩٨، و"جامع التحصيل" ١/ ٢٥٧، و"الاغتباط بمن رُمي من الرواة بالاختلاط" ١/ ٢٩١، و"التهذيب" ٨/ ٣٨٦، و"التقريب" ١/ ٣٩٢.
(٢) يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي ٤/ ١٩٧.
(٣) يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر ٣/ ٤٠١.
(٤) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٢/ ١٤٢ رقم ٤١٠).
(٥) يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن ٧/ ٦٦٤.
(٦) يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي ٢/ ٢٣٤.
(٧) أخرجه أبو يعلي في "مسنده" (١٠/ ٩٨ رقم ٥٧٣١).
(٨) يُنظر "المطالب العالية" لابن حجر ٧/ ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>