للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وكذلك الحديث بالوجه الثالث، والرابع أيضاً وذلك لأجل الْوَلِيد بْن مُسْلِم: فلم يصرح بالتحديث في كل طبقات الإسناد.

وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فصحيح. فقد أخرجه مسلم في صحيحه، وقد صرح فيه الْوَلِيد بْن مُسْلِم بالتحديث في كل طبقات الإسناد.

خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:

قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُبَادَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: خَالِدٌ.

قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.

سادساً: التعليق علي الحديث:

قال النووي رحمه الله: في الحديث الحث على الدعاء في السجود وفيه دليل لمن يقول إن السجود أفضل من القيام وسائر أركان الصلاة وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب أحدها: أن تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل حكاه الترمذي والبغوي عن جماعة وممن قال بتفضيل تطويل السجود ابن عمر رضي الله عنهما. والمذهب الثاني: مذهب الشافعي -رضي الله عنه- وجماعة أن تطويل القيام أفضل لحديث جابر في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أفضل الصلاة طول القنوت. والمراد بالقنوت القيام ولأن ذكر القيام القراءة وذكر السجود التسبيح والقراءة أفضل لأن المنقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يطول القيام أكثر من تطويل السجود. والمذهب الثالث: أنهما سواء وتوقف أحمد -رضي الله عنه- في المسألة ولم يقض فيها بشيء. وقال ابن راهويه: أما في النهار فتكثير الركوع والسجود أفضل، وأما في الليل فتطويل القيام إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه فتكثير الركوع والسجود أفضل لأنه يقرأ جزأه ويربح كثرة الركوع والسجود. وقال الترمذي: إنما قال إسحاق هذا لأنهم وصفوا صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل بطول القيام ولم يوصف من تطويله بالنهار ما وصف بالليل. (١)


(١) يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي ٤/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>