للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَرَجَ. (١)

قلت: إسناده صحيح. وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذهبي.

قلت: وثبت كذلك عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يصلون فيما بين صلاتي المغرب والعشاء من غير تقييد بعدد معين.

فعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (٢) قَالَ: كَانُوا يَتَطَوَّعُونَ فِيمَا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَيُصَلُّون. وفي رواية: كَانُوا يَتَنَفَّلُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. (٣)

قَالَ الْعِرَاقِيُّ رحمه الله: وَمِمَّنْ كَانَ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مِنْ الصَّحَابَةِ: ابْن مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَس بْن مَالِك فِي نَاسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَمِنْ التَّابِعِينَ: الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي، وَغَيْرُهُمْ. وَمِنْ الْأَئِمَّةِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. (٤)

رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:

قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ إِلَّا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.

قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.

قال البزار: وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قد حدث، عَن يَحيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي هُرَيرة بأحاديث لم يتابع عليها


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ مَا جَاءَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (١١/ ١٦٣ رقم ٣٢٧١٤)، وأحمد في "فضائل الصحابة" (٢/ ٧٨٨ رقم ١٤٠٦)، وفي "مسنده" (٣٨/ ٣٥٣ رقم ٢٣٣٢٩)، (٣٨/ ٣٥٥ رقم ٢٣٣٣٠)، (٣٨/ ٤٢٩ رقم ٢٣٤٣٦)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (٥/ ٦٦٠ رقم ٣٧٨١)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ الصَّلَاةُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (١/ ٢٢٨ رقم ٣٨٠، ٣٧٩)، وفي ك/ المناقب ب/ حذيفة بن اليمان (٧/ ٣٦٨ رقم ٨٢٤٠)، وفي ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (٧/ ٣٩١ رقم ٨٣٠٧)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ قَبْلَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَبَعْدَهُنَّ ب/ فَضْلِ التَّطَوُّعِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (٢/ ٢٠٦ رقم ١١٩٤)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ إِخْبَارِهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ وَنِسَائِهِمْ بِذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ -رضي الله عنهم- ب/ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَلَكَ بَشَّرَ الْمُصْطَفَى -صلى الله عليه وسلم- بِهَذَا الَّذِي وَصَفْنَا (١٥/ ٤١٣ رقم ٦٩٦٠)، وفي ب/ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى -صلى الله عليه وسلم- لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَغْفِرَةِ (١٦/ ٦٨ رقم ٧١٢٦)، والحاكم في "المستدرك" من كتاب صلاة التطوع (١/ ٤٥٧ رقم ١١٧٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٩٠)، وأبو يعلي كما في "المطالب العالية" ك/ النوافل ب/ رواتب الصلاة والمحافظة عليها (٤/ ٤٩٩ رقم ٦٢٨).
(٢) سورة السجدة آية رقم: ١٦.
(٣) أخرجه عَبْد الرَّزَّاق في "تفسيره" سورة الذاريات (٣/ ٢٣٦ رقم ٢٩٧٩)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣/ ٧٠ رقم ٥٩٧٨)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ وقت قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- من الليل (٢/ ٤٨٦ رقم ١٣٢١)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الصلاة ب/ أي الليل أسمع (١/ ٢٩٤ رقم ٨١١)، وفي "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ مَنْ فَتَرَ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ فَصَلَّى مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (٣/ ٢٩ رقم ٤٧٤٩، ٤٧٤٨).
(٤) يُنظر "نيل الأوطار" للشوكاني ٣/ ٥٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>