للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥) الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَة: قال ابن حجر: ثقة. (١)

٦) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُكَيْم: ثقة أَسْلَمَ فِي حَيَاة النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ولم يصح له سماع من النبي -صلى الله عليه وسلم- " سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.

٧) حَدَّثَنَا مَشْيَخَةٌ، لَنَا مِنْ جُهَيْنَة: مبهم.

ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:

يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي الْحَكَم بْن عُتَيْبَة، واختلف عنه من وجوه:

الوجه الأول: الْحَكَم بْن عُتَيْبَة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَلَّا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ. علي الإطلاق دون تحديد وقت الكتابة.

ورواه عَن الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ بهذا الوجه: شُعْبَة، ومَنْصُور بن المعتمر، وسليمان الشَّيْبَانِي، والأَعْمَش، وعَبْد الْمَلِك بْن حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّة، والأَجْلَح، وعبد الرحمن بن عبد الله المَسْعُودِي، وأَبَان بْنِ تَغْلِب، وخَالِد بْن كَثِير الْهَمْدَانِي، ومَطَر الْوَرَّاق، وحَمْزَة الزَّيَّات، ومُعَاوِيَة بْن مَيْسَرَة، ومُطَرِّف بْن طَرِيف، ومسعر بن كدام.

الوجه الثاني: الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَال: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَبْل وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ.

ورواه عَنْ الْحَكَم بن عتيبة بهذا الوجه: خَالِد الْحَذَّاء.

الوجه الثالث: يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَم، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْم، قَالَ: حَدَّثَنَا مَشْيَخَةٌ لَنَا مِنْ جُهَيْنَة. ورواه عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم: بهذا الوجه: صَدَقَة بْن خَالِد.

وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأول هو الأقرب إلي الصواب وذلك للقرائن الأتية:

١) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه كثرة من الرواة كما سبق بيان ذلك.

٢) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الحفاظ الأثبات أمثال شعبة، ومنصور بن المعتمر.

٣) المتابعات: فهذا الوجه له متابعات سبق ذكرها.

رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده ضعيف"

وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديث عبد الله بن عُكَيم: جاءنا كتابُ النبي -صلى الله عليه وسلم- قبلَ موتهِ بِشَهْرٍ: أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ؟ فقال أبي: لم يَسْمَعْ عبدُالله بن عُكَيم من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وَإِنَّمَا هُوَ كِتابُه. (٢)

وأما الحديث بالوجه الثاني، والثالث فإسنادهما شاذ وذلك لمخالفة الثقة لما رواه الثقات.

قلت: وقد ذهب جماعة من العلماء إلي أنَّ حديث عَبْد اللَّه بْن عُكَيْم معلول بالاضطراب.

فقال ابن حجر: تكلم الحازمي في "الناسخ والمنسوخ" على هذا الحديث فشفى، ومحصل ما أجاب به


(١) يُنظر "التقريب" صـ ٣٨٨.
(٢) يُنظر "العلل" ١/ ٥٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>