للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (١٩٥).

٨) … عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته حديث رقم (١٧٨).

٩) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاص -رضي الله عنه-: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (٩٦).

ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:

يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّل، واختلف عنه من وجوه:

الوجه الأول: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّلِ، ورواه عنه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف علي سعيد من طريقين:

الطريق الأول: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي.

الطريق الثاني: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو.

ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه جماعة من الرواة كما سبق ذكرهم في التخريج.

الوجه الثاني: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.

ورواه عَن عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّلِ بهذا الوجه: مَعْن بْن عِيسَى، وقد تابع ابْن الْمُؤَمِّلِ علي هذا الوجه: ابْن أَبِي ذِئْبٍ، لكن الراوي عَن ابْن أَبِي ذِئْبٍ وهو إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الشيباني: متهم بالكذب.

الوجه الثالث: عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمِّل، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

ورواه عَن عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّلِ بهذا الوجه: سُرَيْج بْن النُّعْمَان.

والذي يظهر مما سبق أنَّ الحديث مداره علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمِّل وهو ضعيف وقد اضطرب فيه.

رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ: ضعيف الحديث وانفرد به.

وكذلك الحديث بالأوجه الأخري ضعيف فمدار الحديث علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّل واضطرب فيه.

قلت: وقد ثبت في الصحيحين ما يدل علي إذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتابة العلم:

فعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ»، فَقَالَ العَبَّاسُ: إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِلَّا الإِذْخِرَ» فَقَامَ أَبُو شَاهٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ - فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ»، قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. (١)


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العلم ب/ كِتَابَةِ العِلْمِ (١/ ٣٣ رقم ١١٢)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ تَحْرِيمِ مَكَّةَ وَصَيْدِهَا وَخَلَاهَا وَشَجَرِهَا وَلُقَطَتِهَا، إِلَّا لِمُنْشِدٍ عَلَى الدَّوَامِ (٢/ ٩٨٨ رقم ١٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>