للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢) رواية الأحفظ: فَرَاوِيَا الطريق الأول أحفظ وأوثق من راوي الطريق الثاني.

رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: حَمْزَة بْن يُوسُف بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: مجهول. قلت: وللحديث شاهد من حديث سَيَّار بْن حَاتِم، عَن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعِي قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَصَابَتْ أَهْلَهُ خَصَاصَةٌ نَادَى أَهْلَهُ: يَا أَهْلَاهْ صَلُّوا صَلُّوا. هذا لفظ أحمد. وفي راوية البيهقي قَالَ ثَابِتٌ: وَكَانَ الْأَنْبِيَاءُ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ. (١) قلت: مرسل إسناده حسن فيه: سَيَّار بْن حَاتِم: قال ابن حجر: صدوق له أوهام. (٢) وجَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعِيُّ: قال ابن حجر: صدوق. (٣)

قلت: وقد ثبت ما يدل علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نزل به أمر فزع إلي الصلاة:

فعن صُهَيْبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا، لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَطِنْتُمْ لِي؟» قَالَ قَائِلٌ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ؟ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ " أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ، شَكَّ سُلَيْمَانُ، قَالَ: " فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ " قَالَ: فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا " قَالَ: «فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ» قَالَ: «وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ» قَالَ: " فَصَلَّى، قَالَ: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ" قَالَ: " فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه. (٤) قلت: إسناده صحيح.

وعَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْنِ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى. (٥) قلت: فيه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بن أبي قُدامة الدُّؤَلِي: قال ابن حجر: مقبول. (٦)

خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:

قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مَعْمَرٌ.

قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.


(١) أخرجه أحمد في "الزهد" (١/ ١٢ رقم ٤٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" باب في الصلوات ب/ تَحْسِينُ الصَّلَاةِ، وَالْإِكْثَارُ مِنْهَا لَيْلًا وَنَهَارًا وَمَا حَضَرَنَا عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ فِي ذَلِك (٣/ ١٥٥ رقم ٣١٨٥).
(٢) يُنظر "التقريب" صـ ٢٠٢.
(٣) يُنظر "التقريب" صـ ٧٩.
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٣١/ ٢٦٧ رقم ١٨٩٣٧).
(٥) أخرجه أحمد في "مسنده" (٣٨/ ٣٣٠ رقم ٢٣٢٩٩)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ وقت قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- من الليل (٢/ ٤٨٥ رقم ١٣١٩).
(٦) يُنظر "التقريب" صـ ٤٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>