للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ فَبَالَتْ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَقِيلَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ كَالْجَادَّةِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ.

قلت: وقد يفهم من كلام ابن حجر أن رواية الجادة ضعيفة، والله أعلم. (١)

رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ: ضعيف الحديث، مع تفرده ومخالفته لرواية الثقة.

وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فضعيف أيضاً وذلك لانقطاعه. قال المزي، وابن الملقن، وابن حجر، والبوصيري، والشوكاني: هَذَا حَدِيث مُنْقَطع؛ لِأَن عَمْرو بن شُعَيْب لم يدْرك أم كُرْز. (٢)

قلت: وللحديث شواهد من أمثلها حديث: لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب قَالَتْ: كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَبَالَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: الْبَسْ ثَوْبًا وَأَعْطِنِي إِزَارَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ. قَالَ: إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى وَيُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ. (٣)

قلت: وله شواهد في الصحيحين أيضاً: فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِصَبِيٍّ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ المَاءَ. وفي راوية مسلم: فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ. (٤)

وعَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَن قالت: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّ عَلَيْهِ. وفي رواية عند مسلم: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ غَسْلاً. (٥)

قلت: وعلي هذا فيرتقي الحديث ــــ بالوجه الراجح ــــ بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.

خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:

قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.


(١) يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر ١/ ٨٨.
(٢) "تحفة الأشراف" ١٣/ ١٠٠، "البدر المنير"١/ ٥٣٦، "تلخيص الحبير"١/ ٨٨، "مصباح الزجاجة ١/ ٤٠٦، "نيل الأوطار"١/ ١٩٩.
(٣) أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (٥/ ١٥٢ رقم ٢٢٧٣)، وأحمد في "مسنده" (٤٤/ ٤٤٥ رقم ٢٦٨٧٥)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الطهارة وسننها ب/ مَا جَاءَ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ الَّذِي لَمْ يُطْعَمْ (١/ ٤٢١ رقم ٥٢٢)، وأبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ بول الصبي يصيب الثوب (١/ ٢٧٩ رقم ٣٧٥)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الوضوء ب/ غَسْلِ بَوْلِ الصَّبِيَّةِ مِنَ الثَّوْبِ (١/ ١٤٣ رقم ٢٨٢)، وأبو يعلي في "مسنده" (١٢/ ٥٠٠ رقم ٧٠٧٤)، والطبراني في "الكبير" (٣/ ٢٣ رقم ٢٥٤١).
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العقيقة ب/ تَسْمِيَةِ المَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ، لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ، وَتَحْنِيكِهِ (٧/ ٨٤ رقم ٥٤٦٨) وك/ الأدب ب/ وَضْعِ الصَّبِيِّ فِي الحِجْرِ (٨/ ٨ رقم ٦٠٠٢)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الطهارة ب/ حُكْمِ بَوْلِ الطِّفْلِ الرَّضِيعِ وَكَيْفيَّةِ غُسْلِهِ (١/ ٢٣٧ رقم ٢٨٦).
(٥) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الطب ب/ السَّعُوطِ بِالقُسْطِ الهِنْدِيِّ وَالبَحْرِيِّ (٧/ ١٢٤ رقم ٥٦٩٣)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الطهارة ب/ حُكْمِ بَوْلِ الطِّفْلِ الرَّضِيعِ وَكَيْفيَّةِ غُسْلِهِ (١/ ٢٣٨ رقم ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>