للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل الاتقان في الأخبار والضبط للآثار. وقال أبو الفرج الأموي: كان محدثاً جليلاً وقد روى عنه وجوه المحدثين وكبراء الرواة. وقال ابن المَدِينيّ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا كِتَابٌ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أَصَحَّ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَكُلُّ كِتَابٍ عَنْ يَحْيَى، فَهُوَ عَلَيْهِ كَلٌّ يَعْنِي: كِتَابَ عَبْدِ الوَهَّابِ. روى له الجماعة.

وقد وُصف بالاختلاط: قَالَ ابْن مَعِيْن: اخْتُلِطَ بِأَخَرَةٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُد، والعقيلي، وابن حجر: تَغَيَّر، وزاد ابن حجر: قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثِ سِنِيْنَ. قلت: لَكِن قَالَ أَبُو دَاوُدَ: تَغَيَّرَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، فَحُجِبَ النَّاسُ عَنْهُم. وقال الذهبي: مَا ضَرَّهُ تَغَيُّرُهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْ زَمَنَ التَّغَيُّرِ بِشَيْءٍ. وقال مرة: وَأَمَّا اخْتِلاطُهُ فَمَا ضَرَّ حديثه؛ لأنه حُجب فبقي بمنزله حتي مات. ولهذا ذكره العلائي في القسم الأول من المختلطين. وقال السخاوي: وَيَخْدِشُ فِيهِ قَوْلُ الْفَلَّاسِ: إِنَّهُ اخْتَلَطَ حَتَّى كَانَ لَا يَعْقِلُ، وَسَمِعْتُهُ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ يَقُولُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ بِاخْتِلَاطٍ شَدِيدٍ، قال السخاوي: وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ حَجْبِه. وحاصله أنه "ثقة". (١)

٤) عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُنَانِيُّ: قلت: لم أقف له علي ترجمة في حدود بحثي، وحاصله أنه "مجهول".

٥) عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ: صدوق يهم" سبقت ترجمته في حديث رقم (٨).

٦) شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ الأَسَدِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (٩٥).

٧) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُود -رضي الله عنه-: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (٣٣).

ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن المبارك في الزهد والرقائق"

١) حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: "ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بأخرة " وهذا التَّغير ليس المراد به التَّغير الاصطلاحي، وإنَّما هو التَّغير مِنْ قِبَل حفظه بسبب طَعَنه فِي السِّنِّ. تقدم في حديث رقم (٨).

٢) عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ: صدوق يهم" سبقت ترجمته في حديث رقم (٨).

٣) شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ الأَسَدِيُّ: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.

٤) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُود -رضي الله عنه-: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (٣٣).

ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:

هذا الحديث مداره علي عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، واختلف عنه من وجهين:

الوجه الأول: عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود مرفوعاً.

ورواه عَنْ عَاصِم بْن بَهْدَلَة بهذا الوجه: عِكْرِمَة بْن عَبْدِ اللَّهِ الْبُنَانِي وهو "مجهول".

الوجه الثاني: عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود موقوفاً.

ورواه عَنْ عَاصِم بْن بَهْدَلَة بهذا الوجه: حَمَّاد بْن سَلَمَة. وعَمْرٌو بْنَ أَبِي قَيْس: صدوق له أوهام. (٢)

وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:


(١) يُنظر "الجرح والتعديل" ٦/ ٦٩، و ٦/ ٧١، "الثقات" ٧/ ١٣٢، "المشاهير" ١/ ١٩١، "تهذيب الكمال" ١٨/ ٥٠٣، "السير" ٩/ ٢٣٧، "المختلطين" ١/ ٧٨، "الإكمال" ٨/ ٣٧٥، "التقريب" صـ ٣٠٩، "فتح المُغِيث" ٤/ ٣٨١، "الكواكب النيرات" ١/ ٣١٤.
(٢) يُنظر "التقريب" صـ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>